للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لقد كنتم من غزوة في غنيمة … وأنتم لمن لاقيتم اليوم مغنم

على أنه أفضى إلى حور جنة … وتطبق بالبلوى عليكم جهنم

قال: وقد ولى من أولاده وذريته جماعة الإمرة في البلدان، فمنهم عمر بن سعيد بن قتيبة بن مسلم وكان جوادا ممدحا، رثاه حين مات أبو عمرو أشجع بن عمرو السلمي المري نزيل البصرة يقول:

مضى ابن سعيد حيث لم يبق مشرق … ولا مغرب إلا له فيه مادح

وما كنت أدرى ما فواضل كفه … على الناس حتى غيبته الصفائح

وأصبح في لحد من الأرض ضيق … وكانت به حيا تضيق الضحاضح

سأبكيك ما فاضت دموعي فان تغض … فحسبك منى ما تجر النوائح

فما أنا من رزئى وإن جل جازع … ولا بسرور بعد موتك فارح

كأن لم يمت حي سواك ولم تقم … على أحد إلا عليك النوائح

لئن حسنت فيك المراثي وذكرها … لقد حسنت من قبل فيك المدائح

قال ابن خلكان: وهي من أحسن المراثي وهي في الحماسة، ثم تكلم على باهلة وأنها قبيلة مرذولة عند العرب،

قال: وقد رأيت في بعض المجاميع أن الأشعث بن قيس قال: يا رسول الله أتتكافأ دماؤنا؟ قال: «نعم! ولو قتلت رجلا من باهلة لقتلتك». وقيل لبعض العرب: أيسرك أن تدخل الجنة وأنت باهلي؟ قال: بشرط أن لا يعلم أهل الجنة بذلك. وسأل بعض الأعراب رجلا ممن أنت؟ فقال: من باهلة، فجعل يرثى له قال: وأزيدك أنى لست من الصميم وإنما أنا من مواليهم.

فجعل يقبل يديه ورجليه، فقال: ولم تفعل هذا؟ فقال: لأن الله تعالى ما ابتلاك بهذه الرزية في الدنيا إلا ليعوضك الجنة في الآخرة.

ثم قال ابن جرير: وفي هذه السنة توفى قرة بن شريك العبسيّ أمير مصر وحاكمها. قلت:

هو قرة بن شريك أمير مصر من جهة الوليد، وهو الّذي بنى جامع الفيوم. وفيها حج بالناس أبو بكر محمد بن عمرو بن حزم، وكان هو الأمير على المدينة، وكان على مكة عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، وعلى حرب العراق وصلاتها يزيد بن المهلب، وعلى خراجها صالح بن عبد الرحمن، وعلى نيابة البصرة ليزيد بن المهلب سفيان بن عبد الله الكندي، وعلى قضائها عبد الرحمن بن أذينة، وعلى قضاء الكوفة أبو بكر بن أبى موسى، وعلى حرب خراسان وكيع بن سود والله أعلم.

[ثم دخلت سنة سبع وتسعين]

وفيها جهز سليمان بن عبد الملك الجيوش إلى القسطنطينية، وفيها أمر ابنه داود على الصائفة،

<<  <  ج: ص:  >  >>