أن ننبشه فقال لهم عمارة لا تنبشوه لا والله لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا وقد كان قال لهم خالد إن في عكن امرأته لوحين فان أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما فإنكم ستجدون ما تسألون عنه قال ولا يمسهما حائض فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما اليهم وهي حائض فذهب ما كان فيهما من علم.
قال أبو يونس: قال سماك بن حرب سئل عنه النبي ﷺ فقال: ذاك نبي إضاعة قومه قال: أبو يونس: قال سماك بن حرب إن ابن خالد بن سنان أتى النبي ﷺ فقال: مرحبا بابن أخى فهذا السياق موقوف على ابن عباس وليس فيه أنه كان نبيا والمرسلات التي فيها أنه نبي لا يحتج بها هاهنا والأشبه أنه كان رجلا صالحا له أحوال وكرامات فإنه إن كان في زمن الفترة فقد ثبت
في صحيح البخاري عن رسول الله ﷺ أنه قال: إن أولى الناس بعيسى بن مريم أنا لأنه ليس بيني وبينه نبي. وان كان قبلها فلا يمكن أن يكون نبيا لأن الله تعالى قال ﴿لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ﴾ وقد قال غير واحد من العلماء إن الله تعالى لم يبعث بعد إسماعيل نبيا في العرب إلا محمدا ﷺ خاتم الأنبياء الّذي دعا به إبراهيم الخليل باني الكعبة المكرمة التي جعلها الله قبلة لأهل الأرض شرعا وبشرت به الأنبياء لقومهم حتى كان آخر من بشر به عيسى بن مريم ﵇ وبهذا المسلك بعينه يردّ ما ذكره السهيليّ وغيره من إرسال نبي من العرب يقال له شعيب بن ذي مهذم بن شعيب بن صفوان صاحب مدين وبعث الى العرب أيضا حنظلة بن صفوان فكذبوهما فسلط الله على العرب بخت نصّر فنال منهم من القتل والسبي نحو ما نال من بنى إسرائيل وذلك في زمن معد بن عدنان والظاهر أن هؤلاء كانوا قوما صالحين يدعون إلى الخير والله أعلم. وقد تقدم ذكر عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف في أخبار خزاعة بعد جرهم.
[ذكر حاتم الطائي أحد أجواد الجاهلية]
وهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أحزم بن أبى أحزم (١) واسمه هرومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيِّئ أبو سفّانة الطائي والدعدى بن حاتم الصحابي كان جوادا ممدحا في الجاهلية وكذلك كان ابنه في الإسلام وكانت لحاتم مآثر وأمور عجيبة واخبار مستغربة في كرمه يطول ذكرها ولكن لم يكن يقصد بها وجه الله والدار الآخرة وانما كان قصده السمعة والذكر
قال الحافظ أبو بكر البزار في مسندة حدثنا محمد بن معمر حدثنا عبيد بن واقد القيسي حدثنا أبو نصر هو الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال ذكر حاتم عند النبي ﷺ فقال ذاك أراد أمرا فأدركه (حديث غريب) قال الدارقطنيّ تفرد به عبيد بن واقد عن أبى نصر الناجي ويقال إن اسمه حماد قال ابن عساكر: وقد فرق أبو أحمد الحاكم بين أبى نصر الناجي وبين أبى نصر حماد ولم يسم الناجي
(١) كذا بالأصول وبلوغ الارب للآلوسى بالحاء المهملة والمنقول عن الأغاني بالخاء المعجمة انتهى.