للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السنة غزا أرض الروم أبو بحرية عبد الله بن قيس العبديّ - وهو أول من دخلها فيما قيل - فسلم وغنم وقيل أول من دخلها ميسرة بن مسروق العبسيّ. قال الواقدي: وفيها عزل عمر قدامة بن مظعون عن البحرين، وحده في الشراب. وولى على البحرين واليمامة أبا هريرة الدوسيّ .

قال: وفيها شكا أهل الكوفة سعدا في كل شيء، حتى قالوا: لا يحسن يصلى، فعزله عنها وولى عليها عبد الله بن عبد الله بن عتبان - وكان نائب سعد - وقيل بل ولاها عمرو بن ياسر. وقال الامام أحمد: حدثنا سفيان عن عبد الملك سمعه من جابر بن سمرة. قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر فقالوا: إنه لا يحسن يصلى، قال الأعاريب؟ والله ما آلو بهم صلاة رسول الله في الظهر والعصر، اردد في الأوليين وأصرف في الأخيرين. فسمعت عمر يقول: كذا الظن بك يا أبا إسحاق.

وفي صحيح مسلم أن عمر بعث من يسأل عنه أهل الكوفة فأثنوا خيرا إلا رجلا يقال له: أبو سعدة قتادة بن أسامة قام فقال: أما إذا أنشدتنا فان سعدا لا يقسم بالسوية ولا يعدل في القضية، ولا يخرج في السرية. فقال سعد: اللهمّ إن كان عبدك هذا قام مقام رياء وسمعة، فأطل عمره وأدم فقره وعرضه للفتن. فأصابته دعوة سعد - فكان شيخا كبيرا يرفع حاجبيه عن عينيه، ويتعرض للجواري في الطرق فيغمزهن، فيقال له في ذلك، فيقول: شيخ كبير مفتون أصابته دعوة سعد. وقد قال عمر في وصيته - وذكره في السنة - «فان أصابت الامرة سعدا فذاك، وإلا فليستعن به أيكم ولى، فأنى لم أعز له عن عجز ولا خيانة. قال وفيها أجلى عمر يهود خيبر عنها إلى أذرعات وغيرها، وفيها أجلى عمر يهود نجران منها أيضا إلى الكوفة، وقسم خيبر، ووادي القرى، ونجران بين المسلمين. قال: وفيها دوّن عمر الدّواوين، وزعم غيره أنه دوّنها قبل ذلك فالله أعلم. قال: وفيها بعث عمر علقمة بن مجزز المدلجي إلى الحبشة في البحر فأصيبوا فآلى عمر على نفسه أن لا يبعث جيشا في البحر بعدها. وقد خالف الواقدي في هذا أبو معشر فزعم أن غزوة الحبشة إنما كانت في سنة إحدى وثلاثين - يعنى في خلافة عثمان بن عفان - والله أعلم. قال الواقدي: وفيها تزوج عمر فاطمة بنت الوليد بن عتبة.

التي مات عنها الحارث بن هشام في الطاعون. وهي أخت خالد بن الوليد. قال: وفيها مات هلال بدمشق، وأسيد بن الحضير في شعبان، وزينب بنت جحش أم المؤمنين. وهي أول من مات من أمهات المؤمنين . قال: وفيها مات هرقل وقام بعده ولده قسطنطين. قال: وحج بالناس في هذه السنة عمر ونوابه وقضاته من تقدم في التي قبلها. سوى من ذكرنا أنه عزله وولى غيره.

[ذكر المتوفين في هذه السنة من الأعيان - أسيد بن الحضير]

ابن سماك الأنصاري الأشهلي من الأوس، أبو يحيى أحد النقباء ليلة العقبة، وكان أبوه رئيس الأوس يوم بعاث، وكان قبل الهجرة بست سنين، وكان يقال له حضير الكتائب، يقال إنه أسلم

<<  <  ج: ص:  >  >>