للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طغتكين، ومعه صاحب سنجار وصاحب ماردين، وصاحب الموصل، فهزموا الفرنج هزيمة فاضحة، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، وغنموا منهم أموالا جزيلة، وملكوا تلك النواحي كلها، ولله الحمد والمنة، ثم رجعوا إلى دمشق فذكر ابن الساعي في تاريخه مقتل الملك مودود صاحب الموصل في هذه السنة، قال صلى هو والملك طغتكين يوم الجمعة بالجامع، ثم خرجا إلى الصحن ويد كل واحد منهما في يد الآخر فطفر باطني على مودود فقتله ، فيقال إن طغتكين هو الّذي مالأ عليه فالله أعلم، وجاء كتاب من الفرنج إلى المسلمين وفيه: إن أمة قتلت عميدها في يوم عيدها في بيت معبودها لحقيق على الله أن يبيدها. وفيها ملك حلب ألب أرسلان بن رضوان بن تتش بعد أبيه، وقام بأمر سلطنته لؤلؤ الخادم، فلم يبق معه سوى الرسم. وفيها فتح المارستان الّذي أنشأه كمشتكين الخادم ببغداد. وحج بالناس زنكي بن برشق.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[إسماعيل بن الحافظ أبى بكر بن الحسين البيهقي]

سمع الكثير وتنقل في البلاد، ودرس بمدينة خوارزم، وكان فاضلا من أهل الحديث، مرضى الطريقة، وكانت وفاته ببلده بيهق في هذه السنة.

[شجاع بن أبى شجاع]

فارس بن الحسين بن فارس أبو غالب الذهلي الحافظ، سمع الكثير، وكان فاضلا في هذا الشأن وشرع في تتميم تاريخ الخطيب ثم غسله، وكان يكثر من الاستغفار والتوبة لأنه كتب شعر ابن الحجاج سبع مرات، توفى في هذا العام عن سبع وسبعين سنة.

[محمد بن أحمد]

ابن محمد بن أحمد بن إسحاق بن الحسين بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان بن عتبة بن عبسة بن معاوية بن أبى سفيان بن صخر بن حرب، الأموي أبو المظفر بن أبى العباس الأبيوردي الشاعر، كان عالما باللغة والأنساب، سمع الكثير وصنف تاريخ أبى ورد، وأنساب العرب، وله كتاب في المؤتلف والمختلف، وغير ذلك، وكان ينسب إلى الكبر والتيه الزائد، حتى كان يدعو في صلاته: اللهمّ ملكني مشارق الأرض ومغاربها، وكتب مرة إلى الخليفة الخادم المعاوي، فكشط الخليفة الميم فبقت العاوي، ومن شعره قوله:

تنكر لي دهري ولم يدر أننى … أعز وأحداث الزمان تهون

وظل يريني الدهر كيف اغتراره … وبت أريه الصبر كيف يكون

[محمد بن طاهر]

ابن على بن أحمد: أبو الفضل المقدسي الحافظ، ولد سنة ثمان وأربعين وأربعمائة، وأول سماعه

<<  <  ج: ص:  >  >>