المعروف بالطويل، وكان قليل الدين تاركا للصلاة مغتبطا بما كان فيه من معرفة الجدل والخلاف على اصطلاح المتأخرين، راضيا بما لا يفيد.
وفيها توفى
[محمد بن داود بن ياقوت الصارمي]
المحدث. كتب كثيرا الطبقات وغيرها، وكان دينا خيرا يعير كتبه ويداوم على الاشتغال بسماع الحديث رحمه الله تعالى.
[ثم دخلت سنة إحدى وستين وستمائة]
استهلت وسلطان البلاد الشامية والمصرية الظاهر بيبرس، وعلى الشام نائبة آقوش النجيبى، وقاضى دمشق ابن خلكان والوزير بها عز الدين بن وداعة، وليس للناس خليفة، وإنما تضرب السكة باسم المستنصر الّذي قتل.
[ذكر خلافة الحاكم بأمر الله أبى العباس]
أحمد بن الأمير أبى على القبى ابن الأمير على بن الأمير أبى بكر بن الامام المسترشد بالله أمير المؤمنين أبى منصور الفضل بن الامام المستظهر بالله أحمد العباسي الهاشمي. لما كان ثانى المحرم وهو يوم الخميس، جلس السلطان الظاهر والأمراء في الإيوان الكبير بقلعة الجبل، وجاء الخليفة الحاكم بأمر الله راكبا حتى نزل عند الإيوان، وقد بسط له إلى جانب السلطان وذلك بعد ثبوت نسبه، ثم قرئ نسبه على الناس ثم أقبل عليه الظاهر بيبرس فبايعه وبايعه الناس بعده، وكان يوما مشهودا. فلما كان يوم الجمعة ثانيه خطب الخليفة بالناس فقال في خطبته «الحمد لله الّذي أقام لآل العباس ركنا ظهيرا، وجعل لهم من لدنه سلطانا نصيرا، أحمده على السراء والضراء، وأستعينه على شكر ما أسبغ من النعماء، وأستنصره على دفع الأعداء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله، ﷺ وعلى آله وصحبه نجوم الاهتداء وأئمة الافتداء، لا سيما الأربعة، وعلى العباس كاشف غمه أبى السادة الخلفاء وعلى بقية الصحابة أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أيها الناس اعلموا أن الإمامة فرض من فروض الإسلام، والجهاد محتوم على جميع الأنام، ولا يقوم علم الجهاد إلا باجتماع كلمة العباد، ولا سبيت الحرم إلا بانتهاك المحارم، ولا سفكت الدماء إلا بارتكاب الجرائم، فلو شاهدتم أعداء الإسلام لما دخلوا دار السلام، واستباحوا الدماء والأموال وقتلوا الرجال والأطفال، وسبوا الصبيان والبنات، وأيتموهم من الآباء والأمهات، وهتكوا حرم الخلافة والحريم، وعلت الصيحات من هول ذلك اليوم الطويل، فكم من شيخ خضبت شيبته