للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه بعض الناس، أتت الفتن كقطع الليل المظلم يركب بعضها بعضا، الآخرة أشد من الأولى، فليهنكم أنتم فيه» ثم رجع فقال: «يا أبا مويهبة إني خيرت مفاتيح ما يفتح على أمتى من بعدي والجنة أو لقاء ربى، فاخترت لقاء ربى» قال فما لبث بعد ذلك إلا سبعا - أو ثمانيا - حتى قبض.

فهؤلاء عبيده .

[وأما إماؤه ]

فمنهن أمة الله بنت رزينة. الصحيح أن الصحبة لأمها رزينة كما سيأتي، ولكن وقع في رواية ابن أبى عاصم حدثنا عقبة بن مكرم ثنا محمد بن موسى حدثتنا عليلة بنت الكميت العتبكية قالت حدثني أبى عن أمة الله خادم النبي . أن رسول الله سبى صفية يوم قريظة والنضير فأعتقها وأمهرها رزينة أم أمة الله. وهذا حديث غريب جدا.

[ومنهن أميمة. قال ابن الأثير وهي مولاة رسول الله ]. روى حديثها أهل الشام. روى عنها جبير بن نفير أنها كانت توضئ رسول الله فأتاه رجل يوما فقال له أوصني، فقال «لا تشرك بالله شيئا وإن قطعت أو حرقت بالنار، ولا تدع صلاة متعمدا، فمن تركها متعمدا فقد برئت منه ذمة الله وذمة رسوله، ولا تشربن مسكرا فإنه رأس كل خطيئة، ولا تعصين والديك وإن أمراك أن تختلى (١) من أهلك ودنياك».

ومنهن بركة أم أيمن وأم أسامة بن زيد بن حارثة، وهي بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين (٢) ابن مالك بن سلمة بن عمرو بن النعمان الحبشية، غلب عليها كنيتها أم أيمن وهو ابنها من زوجها الأول عبيد بن زيد الحبشي، ثم تزوجها بعده زيد بن حارثة فولدت له أسامة بن زيد، وتعرف بأم الظباء، وقد هاجرت الهجرتين ، وهي حاضنة رسول الله مع أمه آمنة بنت وهب وقد كانت ممن ورثها رسول الله من أبيه، قاله الواقدي. وقال غيره: بل ورثها من أمه، وقيل بل كانت لأخت خديجة فوهبتها من رسول الله ، وآمنت قديما وهاجرت، وتأخرت بعد النبي . وتقدم ما ذكرناه من زيارة أبى بكر [وعمر] إياها بعد وفاة النبي ، وأنها بكت فقالا لها: أما تعلمين أن ما عند الله خير لرسول الله ؟ فقالت: بلى، ولكن أبكى لأن الوحي قد انقطع من السماء، فجعلا يبكيان معها. وقال البخاري في التاريخ وقال عبد الله بن يوسف عن ابن وهب عن يونس بن يزيد عن الزهري قال: كانت أم أيمن تحضن النبي حتى كبر، فأعتقها ثم زوجها زيد بن حارثة، وتوفيت بعد النبي بخمسة أشهر، وقيل ستة أشهر. وقيل إنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب. وقد رواه مسلم عن أبى الطاهر وحرملة كلاهما عن ابن وهب عن


(١) كذا في الأصل: والمحفوظ (ان تخرج).
(٢) في الاصابة حصن بدل حصين.

<<  <  ج: ص:  >  >>