وخانقات خاتون ظاهر باب النصر في أول الشرف القبلي على بانياس، ودفنت بتربتها في سفح قائسون قريبا من قباب السركسية، وإلى جنبها دار الحديث الأشرفية والاتابكية، ولها أوقاف كثيرة غير ذلك، وأما الخاتونية البرانية التي على القنوات بمحلة صنعاء الشام، ويعرف ذلك المكان التي هي فيه بتل الثعالب، فهي من إنشاء الست زمرد خاتون بنت جاولى، وهي أخت الملك دقماق لأمه، وكانت زوجة زنكي والد نور الدين محمود، صاحب حلب، وقد ماتت قبل هذا الحين كما تقدمت وفاتها
[الحافظ الكبير أبو موسى المديني]
محمد بن عمر بن محمد الأصبهاني الحافظ الموسوي المديني، أحد حفاظ الدنيا الرحالين الجوالين له مصنفات عديدة، وشرح أحاديث كثيرة ﵀.
السهيليّ أبو القاسم
وأبو زيد عبد الرحمن بن الخطيب أبى محمد عبد الله بن الخطيب أبى عمر أحمد بن أبى الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح - هو الداخل إلى الأندلس - الخثعميّ السهيليّ، حكى القاضي ابن خلكان أنه أملى عليه نسبه كذلك، قال والسهيليّ نسبة إلى قرية بالقرب من مالقة اسمها سهيل، لأنه لا يرى سهيل النجم في شيء من تلك البلاد إلا منها من رأس جبل شاهق عندها، وهي من قرى المغرب، ولد السهيليّ سنة ثمان وخمسمائة، وقرأ القراءات واشتغل وحصل حتى برع وساد أهل زمانه بقوة القريحة وجودة الذهن وحسن التصنيف، وذلك من فضل الله تعالى ورحمته، وكان ضريرا مع ذلك، له الروض الأنف يذكر فيه نكتا حسنة على السيرة لم يسبق إلى شيء منها أو إلى أكثرها، وله كتاب الأعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام، وكتاب نتائج الفكر، ومسألة في الفرائض بديعة، ومسألة في سر كون الدجال أعور، وأشياء فريدة كثيرة بديعة مفيدة، وله أشعار حسنة، وكان عفيفا فقيرا، وقد حصل له مال كثير في آخر عمره من صاحب مراكش، مات يوم الخميس السادس والعشرين من شعبان من هذه السنة، وله قصيدة كان يدعو الله بها ويرتجى الاجابة فيها وهي:
يا من يرى ما في الضمير ويسمع … أنت المعد لكل ما يتوقع
يا من يرجى للشدائد كلها … يا من إليه المشتكى والمفزع
يا من خزائن رزقه في قول كن … امنن فان الخير عندك أجمع
ما لي سوى فقري إليك وسيلة … فبالافتقار إليك فقري أدفع
ما لي سوى قرعى لبابك حيلة … فلئن رددت فأى باب أقرع؟
ومن الّذي أرجو وأهتف باسمه … إن كان فضلك عن فقيرك يمنع؟