للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن الدارميّ: ثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا سعد بن زيد، أخو حماد بن زيد، عن على بن الحكم البناني عن أبى الحسن عن عمرو بن مرة، وكانت له صحبة، قال: جاء الحكم بن أبى العاص يستأذن النبي ، فعرف كلامه فقال: ائذنوا له، حية، أو ولد حية، عليه لعنة الله، وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنين، وقليل ما هم، ليترفون في الدنيا ويوضعون في الآخرة، ذو ومكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق *

قال الدارميّ: أبو الحسن هذا حمصى، وقال نعيم بن حماد في الفتن والملاحم: ثنا عبد الله بن مروان المرواني عن أبى بكر بن أبى مريم عن راشد بن سعد أن مروان بن الحكم لما ولد دفع إلى النبي ليدعو له، فأبى أن يفعل ثم قال: ابن الزرقاء، هلاك أمتى على يديه ويدي ذريته * وهذا حديث مرسل.

[ذكر الأخبار عن خلفاء بنى أمية جملة من جملة، والإشارة إلى مدة دولتهم]

قال يعقوب بن سفيان: ثنا أحمد بن محمد أبو محمد الزرقيّ، ثنا الزنجي - يعنى مسلم بن خالد - عن العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبى هريرة أن رسول الله قال: رأيت في المنام بنى الحكم - أو بنى أبى العاص - ينزون على منبري كما تنزو القردة، قال: فما رآني رسول الله مستجمعا ضاحكا حتى توفى * وقال الثوري: عن على بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب قال: رأى رسول الله بنى أمية على منابرهم فساءه ذلك، فأوحى إليه: إنما هي دنيا أعطوها، فقرت به عينه وهي قوله: ﴿وَما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاّ فِتْنَةً لِلنّاسِ﴾ يعنى بلاء للناس. عليّ بن زيد بن جدعان ضعيف، والحديث مرسل أيضا *

وقال أبو داود الطيالسي: ثنا القاسم بن الفضل - هو الحدائى - ثنا يوسف بن مازن الراسبي قال: قام رجل إلى الحسن بن على بعد ما بايع معاوية، فقال يا مسود وجوه المؤمنين، فقال الحسن: لا تؤنبنى رحمك الله، فان رسول الله رأى بنى أمية يخطبون على منبره رجلا رجلا، فساءه ذلك فنزلت ﴿إِنّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ﴾ - يعنى نهرا في الجنة - ونزلت: ﴿إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ، * وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ، * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ يملكه بنو أمية * قال القاسم: فحسبنا ذلك فإذا هو ألف شهر لا يزيد يوما ولا ينقص يوما * وقد رواه الترمذي وابن جرير الطبري، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في دلائل النبوة، كلهم من حديث القاسم بن الفضل الحذاء، وقد وثقه يحيى بن سعيد القطان، وابن مهدي، عن يوسف بن سعد، ويقال: يوسف بن مازن الراسبي، وفي رواية ابن جرير عيسى بن مازن، قال الترمذي: وهو رجل مجهول، وهذا الحديث لا نعرفه إلا من هذا الوجه، فقوله: إن يوسف هذا مجهول، مشكل، والظاهر أنه أراد أنه مجهول الحال، فأنه قد روى عنه جماعة، منهم حماد بن سلمة، وخالد الحذاء، ويونس بن عبيد، وقال يحيى بن معين: هو مشهور، وفي رواية عنه قال: هو ثقة، فارتفعت الجهالة عنه مطلقا،

<<  <  ج: ص:  >  >>