فاجتمع حينئذ إلى ابن بنت الأعز بين القضاء كله بالديار المصرية، وذلك في أوائل صفر منها.
وفيها استدعى سيف الدين السامري من دمشق إلى الديار المصرية ليشترى منه ربع جزر ماء الّذي اشتراه من بنت الملك الأشرف موسى، فذكر لهم أنه وقفه، وكان المتكلم في ذلك علم الدين الشجاعي، وكان ظالما، وكان قد استنابه الملك المنصور بديار مصر، وجعل يتقرب إليه بتحصيل الأموال، ففتق لهم ناصر الدين محمد بن عبد الرحمن المقدسي أن السامري اشترى هذا من بنت الأشرف، وهي غير رشيدة، وأثبت سفهها على زين الدين بن مخلوف الجائر الجاهل، وأبطل البيع من أصله، واسترجع على السامري بمغل مدة عشرين سنة مائتي ألف درهم، وأخذوا منه حصة من الزنبقية قيمتها سبعين ألفا وعشرة آلاف مكملة، وتركوه فقيرا على برد الديار، ثم أثبتوا رشدها واشتروا منها تلك الحصص بما أرادوه، ثم أرادوا أن يستدعوا بالدماشقة واحدا بعد واحد، ويصادرونهم، وذلك أنه بلغهم أن من ظلم بالشام لا يفلح وأن من ظلم بمصر أفلح وطالت مدته، وكانوا يطلبونهم إلى مصر أرض الفراعنة والظلم، فيفعلون معهم ما أرادوا.
[وممن توفى فيها من الأعيان]
[الشيخ الامام العلامة]
قطب الدين أبو بكر محمد بن الشيخ الامام أبى العباس أحمد بن على بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أحمد الميموني القيسي النوري المصري، ثم المالكي الشافعيّ المعروف بالقسطلانى، شيخ دار الحديث الكاملية بالقاهرة، ولد سنة أربع عشرة وستمائة، ورحل إلى بغداد فسمع الكثير وحصل علوما، وكان يفتى على مذهب الشافعيّ، وأقام بمكة مدة طويلة ثم صار إلى مصر فولى مشيخة دار الحديث، وكان حسن الأخلاق محببا إلى الناس، توفى في آخر المحرم ودفن بالقرافة الكبرى، وله شعر حسن أورد منه ابن الجزري قطعة صالحة.
[عماد الدين]
محمد بن العباس الدنيسريّ الطبيب الماهر، والحاذق الشاعر، خدم الأكابر والوزراء وعمر ثمانين سنة وتوفى في صفر من هذه السنة بدمشق.
[قاضى القضاة]
برهان الدين الخضر بن الحسين بن على السنجاري، تولى الحكم بديار مصر غير مرة، وولى الوزارة أيضا، وكان رئيسا وقورا مهيبا، وقد باشر القضاء بعده تقى الدين بن بنت الأعز.
[شرف الدين سليمان بن عثمان]
الشاعر المشهور، له ديوان. مات في صفر منها.
[الشيخ الصالح عز الدين]
عبد العزيز بن عبد المنعم بن الصيقل الحراني، ولد سنة أربع وتسعين وخمسمائة، وسمع