شيء فما بقيت منهن امرأة إلا أرسلت تقسم ما أمسى في بيتها ما يأكل ذو كبد، فقال لهم رسول الله ﷺ فاجتمعوا فدعا وقال: اللهمّ إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنها بيدك لا يملكها أحد غيرك، فلم يكن إلا ومستأذن يستأذن فإذا بشاة مصلية ورغف فأمر بها رسول الله ﷺ فوضعت بين أيدينا فأكلنا حتى شبعنا، فقال لنا رسول الله ﷺ: إنا سألنا الله من فضله ورحمته فهذا فضله وقد ادخر لنا عنده رحمته.
[حديث الذراع]
قال الامام أحمد: حدثنا إسماعيل، ثنا يحيى بن إسحاق، حدثني رجل من بنى غفار في مجلس سالم بن عبد الله، قال: حدثني فلان أن رسول الله ﷺ أتى بطعام من خبز ولحم فقال: ناولني الذراع فنوول ذراعا قال يحيى: لا أعلمه إلا هكذا، ثم قال: ناولني الذراع، فنوول ذراعا فأكلها ثم قال:
ناولني الذراع، فقال: يا رسول الله إنما هما ذراعان، فقال وأبيك لو سكت ما زلت أناول منها ذراعا ما دعوت به، فقال سالم: أما هذه فلا، سمعت عبد الله بن عمر يقول: قال رسول الله ﷺ: إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم * هكذا وقع إسناد هذا الحديث وهو عن مبهم عن مثله، وقد روى من طرق أخرى *
قال الامام أحمد: حدثنا خلف بن الوليد، حدثنا أبو جعفر - يعنى الرازيّ - عن شرحبيل عن أبى رافع مولى النبي ﷺ، قال: أهديت له شاة فجعلها في القدر فدخل رسول الله ﷺ فقال: ما هذا يا أبا رافع؟ قال: شاة أهديت لنا يا رسول الله فطبختها في القدر، فقال: ناولني الذراع يا أبا رافع، فناولته الذراع، ثم قال: ناولني الذراع الآخر فناولته الذراع الآخر، ثم قال:
ناولني الذراع الآخر، فقال: يا رسول الله إنما للشاة ذراعان، فقال رسول الله ﷺ: أما إنك لو سكت لناولتنى ذراعا فذراعا ما سكت، ثم دعا بماء فمضمض فاه وغسل أطراف أصابعه ثم قام فصلى ثم عاد إليهم فوجد عندهم لحما باردا فأكل ثم دخل المسجد فصلى ولم يمس ماء.
[طريق أخرى عن أبى رافع]
قال الامام أحمد: ثنا مؤمل، ثنا حماد، حدثني عبد الرحمن بن أبى رافع عن عمته عن أبى رافع قال: صنع لرسول الله ﷺ شاة مصلية فأتى بها فقال لي: يا أبا رافع ناولني الذراع، فناولته، ثم قال: يا أبا رافع ناولني الذراع فناولته، ثم قال: يا أبا رافع ناولني الذراع، فقلت: يا رسول الله وهل للشاة إلا ذراعان؟! فقال: لو سكت لناولتنى منها ما دعوت به، قال: وكان رسول الله ﷺ يعجبه الذراع، قلت: ولهذا لما علمت اليهود عليهم لعائن الله بخيبر سموه في الذراع في تلك الشاة التي أحضرتها زينب اليهودية فأخبره الذراع بما فيه من السم، لما نهس منه نهسة، كما قدمنا ذلك في غزوة خيبر مبسوطا.