للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يفتى أهلها ويعتمر في كل يوم ثلاث مرات على قدميه، ولم يلبس نعلا منذ أقام بمكة، وكان يزور قبر النبي مع أهل مكة ماشيا، وكذلك كان يزور قبر ابن عباس بالطائف، وكان لا يدخر شيئا، ولا يلبس إلا قميصا واحدا، ضربه بعض أمراء مكة في بعض فتن الروافض فاشتكى أياما ومات، وقد نيف على الثمانين ، والله أعلم.

[ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة]

فيها استولى تكش أخو السلطان ملك شاه على بعض بلاد خراسان. وفيها أذن للوعاظ في الجلوس للوعظ، وكانوا قد منعوا في فتنة ابن القشيري. وفيها قبض على جماعة من الفتيان كانوا قد جعلوا عليهم رئيسا يقال له عبد القادر الهاشمي، وقد كاتبوه من الأقطار، وكان الساعي له رجلا يقال له ابن رسول، وكانوا يجتمعون عند جامع براثا، فخيف من أمرهم أن يكونوا ممالئين للمصريين، فأمر بالقبض عليهم. وحج بالناس جنفل.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[أحمد بن محمد بن عمر]

ابن محمد بن إسماعيل، أبو عبد الله بن الأخضر المحدث، سمع على بن شاذان، وكان على مذهب الظاهرية، وكان كثير التلاوة حسن السيرة، متقللا من الدنيا قنوعا، .

[الصليحى]

المتغلب على اليمن، أبو الحسن على بن محمد بن على الملقب بالصليحى، كان أبوه قاضيا باليمن، وكان سنيا، ونشأ هذا فتعلم العلم وبرع في أشياء كثيرة من العلوم، وكان شيعيا على مذهب القرامطة، ثم كان يدل بالحجيج مدة خمس عشرة سنة، وكان اشتهر أمره بين الناس أنه سيملك اليمن، فنجم ببلاد اليمن بعد قتله نجاح صاحب تهامة، واستحوذ على بلاد اليمن بكمالها في أقصر مدة، واستوثق له الملك بها سنة خمس وخمسين، وخطب للمستنصر العبيدي صاحب مصر، فلما كان في هذا العام خرج إلى الحج في ألفى فارس، فاعترضه سعيد بن نجاح بالموسم، في نفر يسير، فقاتلهم فقتل هو وأخوه واستحوذ سعيد بن نجاح على مملكته وحواصله، ومن شعر الصليحى هذا قوله:

أنكحت بيض الهند سمر رماحهم … فرءوسهم عرض النثار نثار

وكذا العلا لا يستباح نكاحها … إلا بحيث تطلق الأعمار

[محمد بن الحسين]

ابن عبد الله بن أحمد بن يوسف بن الشبلي، أبو على الشاعر البغدادي، أسند الحديث، وله الشعر الرائق فمنه قوله:

لا تظهرن لعاذل أو عاذر … حاليك في السراء والضراء

فلرحمة المتوجعين مرارة … في القلب مثل شماتة الأعداء

<<  <  ج: ص:  >  >>