للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لينصره على أهل مكة فساعده الروافض هناك وجهزوا معه جيشا كثيفا من خراسان، فلما مات خربندا بطل ذلك بالكلية، وعاد خميصة خائبا خاسئا. وفي صحبته أمير من كبار الروافض من التتر يقال له الدلقندى، وقد جمع لخميصة أموالا كثيرة ليقيم بها الرفض في بلاد الحجاز، فوقع بهما الأمير محمد بن عيسى أخو مهنا، وقد كان في بلاد التتر أيضا ومعه جماعة من العرب، فقهرهما ومن كان معهما، ونهب ما كان معهما من الأموال وحضرت الرجال، وبلغت أخبار ذلك إلى الدولة الإسلامية فرضى عنه الملك الناصر وأهل دولته، وغسل ذلك ذنبه عنده، فاستدعى به السلطان إلى حضرته فحضر سامعا مطيعا، فأكرمه نائب الشام، فلما وصل إلى السلطان أكرمه أيضا، ثم إنه استفتى الشيخ تقى الدين بن تيمية، وكذلك أرسل إليه السلطان يسأله عن الأموال التي أخذت من الدلقندى، فأفتاهم أنها تصرف في المصالح التي يعود نفعها على المسلمين، لأنها كانت معدة لعناد الحق ونصرة أهل البدعة على السنة.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

عز الدين المبشر. والشهاب الكاشنغري شيخ الشيوخ، والبهاء العجمي مدرس النجيبية. وفيها قتل خطيب المزة قتله رجل جبلي ضربه بفأس اللحام في رأسه في السوق فبقي أياما ومات، وأخذ القاتل فشنق في السوق الّذي قتل فيه، وذلك يوم الأحد ثالث عشر ربيع الآخر، ودفن هناك وقد جاوز الستين.

[الشرف صالح بن محمد بن عربشاه]

ابن أبى بكر الهمدانيّ، مات في جمادى الآخرة ودفن بمقابر النيرب، وكان مشهورا بطيب القراءة وحسن السيرة، وقد سمع الحديث وروى جزءا.

[ابن عرفة صاحب التذكرة الكندية]

الشيخ الامام المقرئ المحدث النحويّ الأديب علاء الدين على بن المظفر بن إبراهيم بن عمر ابن زيد بن هبة الله الكندي الإسكندراني، ثم الدمشقيّ، سمع الحديث على أزيد من مائتي شيخ وقرأ القراءات السبع، وحصل علوما جيدة، ونظم الشعر الحسن الرائق الفائق، وجمع كتابا في نحو من خمسين مجلدا، فيه علوم جمة أكثرها أدبيات سماها التذكرة الكندية، وقفها بالسميساطية وكتب حسنا وحسب جيدا، وخدم في عدة خدم، وولى مشيخة دار الحديث النفيسية في مدة عشر سنين وقرأ صحيح البخاري مرات عديدة، وأسمع الحديث، وكان يلوذ بشيخ الإسلام ابن تيمية، وتوفى ببستان عند قبة المسجد ليلة الأربعاء سابع عشر رجب، ودفن بالمزة عن ست وسبعين سنة.

[الطواشى ظهير الدين مختار]

البكنسى الخزندار بالقلعة وأحد أمراء الطبلخانات بدمشق، كان زكيا خبيرا فاضلا، يحفظ القرآن ويؤديه بصوت طيب، ووقف مكتبا للأيتام على باب قلعة دمشق، ورتب لهم الكسوة

<<  <  ج: ص:  >  >>