للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بمكة عشرا وبالمدينة ثمانيا وتوفى وهو ابن ثلاث وستين. وهذا بهذا الصفة غريب جدا والله أعلم.

[صفة غسله ]

قد قدمنا أنهم اشتغلوا ببيعة الصديق بقية يوم الاثنين وبعض يوم الثلاثاء فلما تمهدت وتوطئت وتمت شرعوا بعد ذلك في تجهيز رسول الله مقتدين في كل ما أشكل عليهم بأبي بكر الصديق . قال: ابن إسحاق فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله يوم الثلاثاء وقد تقدم من حديث ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة: أن رسول الله توفى يوم الاثنين ودفن ليلة الأربعاء. وقال أبو بكر بن أبى شيبة حدثنا أبو معاوية ثنا أبو بردة عن علقمة بن مرثد عن سليمان بن بريدة عن أبيه. قال: لما أخذوا في غسل رسول الله ناداهم مناد من الداخل أن لا تجردوا عن رسول الله قميصه. ورواه ابن ماجة من حديث أبى معاوية عن أبى بردة - واسمه عمرو بن يزيد التميمي كوفى.

وقال محمد بن إسحاق حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه سمعت عائشة تقول: لما أرادوا غسل النبي ، قالوا: ما ندري أنجرد رسول الله من ثيابه كما نجرد موتانا أم نغسله وعليه ثيابه؟ فلما اختلفوا القى الله عليهم النوم حتى ما منهم أحد إلا وذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت لا يدرون من هو أن غسلوا رسول الله وعليه ثيابه، فقاموا الى رسول الله فغسلوه وعليه قميص يصبون الماء فوق القميص فيد لكونه بالقميص دون أيديهم. فكانت عائشة تقول: لو استقبلت من أمرى ما استدبرت ما غسل رسول الله إلا نساؤه. رواه أبو داود من حديث ابن إسحاق. وقال الامام احمد حدثنا يعقوب ثنا أبى عن ابن إسحاق حدثني حسين بن عبد الله عن عكرمة عن ابن عباس. قال: اجتمع القوم لغسل رسول الله وليس في البيت إلا أهله، عمه العباس بن عبد المطلب وعلى بن أبى طالب والفضل بن عباس وقثم بن العباس واسامة بن زيد بن حارثة وصالح مولاه. فلما اجتمعوا لغسله نادى من وراء الناس أوس ابن خولى الأنصاري أحد بنى عوف بن الخزرج - وكان بدريا - على بن أبى طالب.

فقال: يا على ننشدك الله وحظنا من رسول الله . فقال له على: أدخل فدخل فحضر غسل رسول الله ولم يل من غسله شيئا، فأسنده عليّ الى صدره وعليه قميصه، وكان العباس وفضل وقثم يقلبونه مع عليّ، وكان اسامة بن زيد وصالح مولاه هما يصبان الماء، وجعل عليّ يغسله ولم ير من رسول الله شيئا مما يرى من الميت. وهو يقول: بأبي وأمى ما أطيبك حيا وميتا، حتى إذا فرغوا من غسل رسول الله، - وكان يغسل بالماء والسدر - جففوه ثم صنع به ما يصنع بالميت.

<<  <  ج: ص:  >  >>