للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنكم مثلهم، لخليفة الله أكرم عليه من ناقته. وقال ابن علية عن يونس بن عبيد عن الحسن.

قال: لو كان قتل عثمان هدى لاحتلبت به الأمة لبنا، ولكنه كان ضلالا فاحتلبت به الأمة دما.

وقال أبو جعفر الباقر: كان قتل عثمان على غير وجه الحق.

[وهذا ذكر بعض ما رثى به ]

قال مجالد عن الشعبي: ما سمعت من مراثي عثمان أحسن من قول كعب بن مالك:

فكف يديه ثم أغلق بابه … وأيقن أن الله ليس بغافل

وقال لأهل الدار لا تقتلوهم … عفا الله عن كل امرئ لم يقاتل

فكيف رأيت الله صب عليهم … العداوة والبغضاء بعد التواصل

وكيف رأيت الخير أدبر بعده … عن الناس إدبار النعام الجوافل

وقد نسب هذه الأبيات سيف بن عمر إلى أبى المغيرة الأخنس بن شريق. وقال سيف بن عمر: وقال حسان بن ثابت:

ماذا أردتم من أخى الدين باركت … يد الله في ذاك الأديم المقدد

قتلتم ولى الله في جوف داره … وجئتم بأمر جائر غير مهتد

فهلا رعيتم ذمة الله بينكم … وأوفيتم بالعهد عهد محمد

ألم يك فيكم ذا بلاء ومصدق … وأوفاكم عهدا لدى كل مشهد

فلا ظفرت أيمان قوم تبايعوا … على قتل عثمان الرشيد المسدد

وقال ابن جرير: وقال حسان بن ثابت :

من سره الموت صرفا لا مزاج له … فليأت مأسدة في دار عثمانا

مستحقي حلق الماذىّ قد سفعت … فوق المخاطم بيض زان أبدانا

ضحوا بأشمط عنوان السجود به … يقطع الليل تسبيحا وقرآنا

صبرا فدى لكم أمى وما ولدت … قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا

فقد رضينا بأرض الشام نافرة … وبالأمير وبالإخوان إخوانا

إني لمنهم وإن غابوا وإن شهدوا … ما دمت حيا وما سميت حسانا

لتسمعن وشيكا في ديارهم … الله أكبر يا ثارات عثمانا

يا ليت شعرى وليت الطير تخبرني … ما كان شأن على وابن عفانا

[وهو القائل أيضا

<<  <  ج: ص:  >  >>