فأرادوا أن ينتصروا فخذلوا وأرادوا أن يرتفعوا فاتضعوا وأرادوا أن يغلبوا فغلبوا. قال الله تعالى ﴿وَأَرادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْناهُمُ الْأَخْسَرِينَ﴾ وفي الآية الأخرى ﴿الْأَسْفَلِينَ﴾ ففازوا بالخسارة والسفال هذا في الدنيا وأما في الآخرة فان نارهم لا تكون عليهم بردا ولا سلاما ولا يلقون فيها تحية ولا سلاما بل هي كما قال تعالى ﴿إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً﴾.
قال البخاري حدثنا عبد الله بن موسى أو ابن سلام عنه أنبأنا ابن جريج عن عبد الحميد بن جبير عن سعيد بن المسيب عن أم شريك أن رسول الله ﷺ أمر بقتل الوزغ وقال وكان ينفخ على إبراهيم * ورواه مسلم من حديث ابن جريج * وأخرجاه والنسائي وابن ماجة من حديث سفيان بن عيينة كلاهما عن عبد الحميد بن جبير بن شيبة به *
وقال احمد حدثنا محمد بن بكر حدثنا ابن جريج أخبرنى عبد الله بن عبد الرحمن بن أبى أمية أن نافعا مولى ابن عمر أخبره أن عائشة أخبرته أن رسول الله ﷺ قال اقتلوا الوزغ فإنه كان ينفخ النار على إبراهيم. قال فكانت عائشة تقتلهن *
وقال احمد حدثنا إسماعيل حدثنا أيوب عن نافع أن امرأة دخلت على عائشة فإذا رمح منصوب فقالت ما هذا الرمح فقالت نقتل به الأوزاغ. ثم حدثت عن رسول الله ﷺ أن إبراهيم لما ألقى في النار جعلت الدواب كلها تطفئ عنه إلا الوزغ فإنه جعل ينفخها عليه * تفرد به أحمد من هذين الوجهين *
وقال أحمد حدثنا عفان حدثنا جرير حدثنا نافع حدثتني سمامة مولاة الفاكه بن المغيرة قالت دخلت على عائشة فرأيت في بيتها رمحا موضوعا فقلت يا أم المؤمنين ما تصنعين بهذا الرمح قالت هذا لهذه الأوزاغ نقتلهن به فان رسول الله ﷺ حدثنا أن إبراهيم حين ألقى في النار لم يكن في الأرض دابة إلا تطفئ عنه النار غير الوزغ كان ينفخ عليه فأمرنا رسول الله ﷺ بقتله * ورواه ابن ماجة عن أبى بكر بن أبى شيبة عن يونس بن محمد عن جرير بن حازم به.
[ذكر مناظرة إبراهيم الخليل مع من أراد ان ينازع العظيم الجليل في العظمة ورداء الكبرياء فادعي الربوبية وهو أحد العبيد الضعفاء]
قال الله تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْراهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللهُ الْمُلْكَ إِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ. قالَ إِبْراهِيمُ فَإِنَّ اللهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِها مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ. وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ﴾. يذكر تعالى مناظرة خليله مع هذا الملك الجبار المتمرد