للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال غيره: مات بداريا ودفن بباب كيسان. وقيل دفن بداريا، وقيل إنه مات بحلب. والأول أصح والله أعلم.

[سعيد بن عامر بن خذيم]

من أشراف بنى جمح، شهد خيبر وكان من الزهاد والعباد، وكان أميرا لعمر على حمص بعد أبى عبيدة، بلغ عمر أنه قد أصابته جراحة شديدة، فأرسل إليه بألف دينار فتصدق بها جميعها، وقال لزوجته: أعطيناها لمن يتجر لنا فيها . قال خليفة: فتح هو ومعاوية قيسارية كل منهما أمير على من معه.

[عياض بن غنم]

أبو سعد الفهري من المهاجرين الأولين، شهد بدرا وما بعدها، وكان سمحا جوادا، شجاعا، وهو الّذي افتتح الجزيرة، وهو أول من جاز درب الروم غازيا، واستنابه أبو عبيدة بعده على الشام فأقره عمر عليها إلى أن مات سنة عشرين عن ستين سنة.

[أبو سفيان بن الحارث]

ابن عبد المطلب بن عم رسول الله قيل اسمه المغيرة. أسلم عام الفتح فحسن إسلامه جدا وكان قبل ذلك من أشد الناس على رسول الله ، وعلى دينه ومن تبعه، وكان شاعرا مطيقا يهجو الإسلام وأهله، وهو الّذي رد عليه حسان بن ثابت في قوله:

ألا أبلغ أبا سفيان عنى … مغلغلة فقد برح الخفاء

هجوت محمدا وأجبت عنه … وعند الله في ذاك الجزاء

أتهجوه ولست له بكفء … فشركما لخيركما الفداء

ولما جاء هو وعبد الله بن أبى أمية ليسلما لم يأذن لهما حتى شفعت أم سلمة لأخيها فأذن له، وبلغه أن أبا سفيان هذا قال: والله لئن لم يأذن لي لآخذن بيد بنى هذا - لولد معه صغير - فلا ذهبن فلا يدرى أين أذهب. فرق حينئذ له رسول الله وأذن له، ولزم رسول الله يوم حنين وكان آخذا بلجام بغلته يومئذ،

وقد روى أن رسول الله أحبه وشهد له بالجنة، وقال «أرجو أن تكون خلفا من حمزة» وقد رثى رسول الله حين توفى بقصيدة ذكرناها فيما سلف وهي التي يقول فيها:

ارقت فبات ليلى لا يزول … وليل أخ المصيبة فيه طول

وأسعدنى البكاء وذاك فيما … أصيب المسلمون به قليل

فقد عظمت مصيبتنا وجلت … عشية قيل قد قبض الرسول

<<  <  ج: ص:  >  >>