للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[السلطان سنجر]

ابن الملك شاه بن ألب أرسلان بن داود بن ميكائيل بن سلجوق، أبو الحارث واسمه أحمد، ولقب بسنجر، مولده في رجب سنة تسع وسبعين وأربعمائة، وأقام في الملك نيفا وستين سنة، من ذلك استقلالا إحدى وأربعين سنة، وقد أسره الغز نحوا من خمس سنين، ثم هرب منهم وعاد إلى ملكه بمرو، ثم توفى في ربيع الأول من هذه السنة ودفن في قبة بناها سماها دار الآخرة .

[محمد بن عبد اللطيف]

ابن محمد بن ثابت، أبو بكر الخجنديّ الفقيه الشافعيّ، ولى تدريس النظامية ببغداد، وكان يناظر حسنا ويعظ الناس وحوله السيوف مسللة. قال ابن الجوزي: ولم يكن ماهرا في الوعظ، وكانت حاله أشبه بالوزراء من العلماء، وتقدم عند السلاطين حتى كانوا يصدرون عن رأيه، توفى بأصبهان فجأة فيها.

[محمد بن المبارك]

ابن محمد بن الخل أبو الحسن بن أبى البقاء، سمع الحديث وتفقه على الشاشي، ودرس وأفتى، وتوفى في محرم هذه السنة، وتوفى أخوه الشيخ أبو الحسين بن الخل الشاعر في ذي القعدة منها.

[يحيى بن عيسى]

ابن إدريس أبو البركات الأنباري الواعظ، قرأ القرآن وسمع الحديث وتفقه ووعظ الناس على طريقة الصالحين، وكان يبكى من أول صعوده إلى حين نزوله، وكان زاهدا عابدا ورعا آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ورزق أولادا صالحين سماهم بأسماء الخلفاء الأربعة، أبو بكر وعمر وعثمان وعلى.

وحفظهم القرآن كلهم بنفسه، وختم خلقا كثيرا، وكان هو وزوجته يصومان الدهر، ويقومان الليل، ولا يفطران إلا بعد العشاء، وكانت له كرامات ومنامات صالحة، ولما مات قالت زوجته: اللهمّ لا تحيني بعده، فماتت بعده بخمسة عشر يوما، وكانت من الصالحات رحمهما الله تعالى.

[ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة]

فيها كثر فساد التركمان من أصحاب ابن برجم الايوانى، فجهز إليهم الخليفة منكورس (١) المسترشدي في جيش كثيف، فالتقوا معهم فهزمهم أقبح هزيمة، وجاءوا بالأسارى والرءوس إلى بغداد. وفيها كانت وقعة عظيمة بين السلطان محمود وبين الغز، فكسروه ونهبوا البلاد، وأقاموا بمرو ثم طلبوه إليهم فخاف على نفسه فأرسل ولده بين يديه فأكرموه، ثم قدم السلطان عليهم فاجتمعوا عليه وعظموه.

وفيها وقعت فتنة كبيرة بمرو بين فقيه الشافعية المؤيد بن الحسين، وبين نقيب العلويين بها أبى القاسم زيد بن الحسن، فقتل منهم خلق كثير، وأحرقت المدارس والمساجد والأسواق، وانهزم المؤيد


(١) كذا في الأصل وفي ابن الأثير «خطلوبرس».

<<  <  ج: ص:  >  >>