للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورواه الحافظ البيهقي من طريق محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق عن محمد بن جعفر بن الزبير عن عبد الله بن عبد الله بن أنيس عن أبيه فذكره. وقد ذكر قصة عروة بن الزبير وموسى بن عقبة في مغازيهما مرسلة فالله أعلم. قال ابن هشام وقال عبد الله بن أنيس في قتله خالد بن سفيان:

تركت ابن ثور كالحوار وحوله … نوائح تفري كل جيب معدد

تناولته والظعن خلفي وخلفه … بأبيض من ماء الحديد المهند

عجوم لهام الدارعين كأنه … شهاب غضى من ملهب متوقد

أقول له والسيف يعجم رأسه … أنا ابن أنيس فارس غير قعدد

أنا ابن الّذي لم ينزل الدهر قدره … رحيب فناء الدار غير مزند

وقلت له خذها بضربة ماجد … خفيف على دين النبي محمد

وكنت إذا همّ النبي بكافر … سبقت اليه باللسان وباليد

قلت عبد الله بن أنيس بن حرام أبو يحيى الجهنيّ صحابى مشهور كبير القدر كان فيمن شهد العقبة وشهد أحدا والخندق وما بعد ذلك وتأخر موته بالشام الى سنة ثمانين على المشهور وقيل توفى سنة أربع وخمسين والله أعلم. وقد فرق على بن الزبير وخليفة بن خياط بينه وبين عبد الله بن أنيس ابى عيسى الأنصاري الّذي روى عن النبي أنه دعا يوم أحد باداوة فيها ماء فحل فمها وشرب منها كما رواه أبو داود والترمذي من طريق عبد الله العمرى عن عيسى بن عبد الله بن أنيس عن أبيه ثم قال الترمذي وليس اسناده يصح وعبد الله العمرى ضعيف من قبل حفظه

[قصة عمرو بن العاص مع النجاشي بعد وقعة الخندق وإسلامه]

قال محمد بن إسحاق بعد مقتل أبى رافع وحدثني يزيد بن أبى حبيب عن راشد مولى حبيب ابن أوس الثقفي عن حبيب بن أوس حدثني عمرو بن العاص من فيه قال: لما انصرفنا يوم الأحزاب عن الخندق جمعت رجالا من قريش كانوا يرون رأيي ويسمعون منى فقلت لهم تعلمون والله أنى أرى أمر محمد يعلو الأمور علوا منكرا وانى لقد رأيت أمرا فما ترون فيه. قالوا وما رأيت قال رأيت أن نلحق بالنجاشي فنكون عنده فان ظهر محمد على قومنا كنا عند النجاشي فانا ان نكن تحت يديه أحب إلينا من أن نكون تحت يدي محمد وان ظهر قومنا فنحن من قد عرفوا فلن يأتينا منهم إلا خير. قالوا: ان هذا الرأى. قلت: فاجمعوا لنا ما نهدى له فكان أحب ما يهدى اليه من أرضنا الأدم فجمعنا له أدما كثيرا ثم خرجنا حتى قدمنا عليه فو الله انا لعنده إذ جاءه عمرو بن

<<  <  ج: ص:  >  >>