للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمية الضمريّ وكان رسول الله قد بعثه اليه في شأن جعفر وأصحابه. قال: فدخل عليه ثم خرج من عنده. قال فقلت لأصحابي: هذا عمرو بن أمية لو قد دخلت على النجاشي فسألته إياه فأعطانيه فضربت عنقه فإذا فعلت رأت قريش أنى قد أجزأت عنها حين قتلت رسول محمد. قال فدخلت عليه فسجدت له كما كنت أصنع. فقال: مرحبا بصديقى هل أهديت لي من بلادك شيئا؟ قال: قلت نعم أيها الملك قد أهديت لك أدما كثيرا. قال ثم قربته اليه فأعجبه واشتهاه. ثم قلت له أيها الملك انى قد رأيت رجلا خرج من عندك وهو رسول رجل عدو لنا فأعطنيه لأقتله فإنه قد أصاب من أشرافنا وخيارنا. قال فغضب ثم مد يده فضرب بها أنفه ضربة ظننت أنه قد كسره فلو انشقت الأرض لدخلت فيها فرقا. ثم قلت أيها الملك والله لو ظننت أنك تكره هذا ما سألتكه. قال أتسألني أن أعطيك رسول رجل يأتيه الناموس الأكبر الّذي كان يأتى موسى فقتله؟ قال قلت أيها الملك أكذاك هو؟ قال ويحك يا عمرو أطعنى واتبعه فإنه والله لعلى الحق وليظهرن على من خالفه كما ظهر موسى بن عمران على فرعون وجنوده قال قلت أفتبايعنى له على الإسلام قال نعم فبسط يده فبايعته على الإسلام ثم خرجت على أصحابى وقد حال رأيي عما كان عليه وكتمت أصحابى إسلامي ثم خرجت عامدا الى رسول الله لأسلم فلقيت خالد بن الوليد وذلك قبيل الفتح وهو مقبل من مكة فقلت أين أبا سليمان؟ فقال والله لقد استقام الميسم وان الرجل لنبي أذهب والله أسلم فحتى متى؟ قال قلت والله ما جئت الا لأسلم. قال فقدمنا المدينة على النبي فتقدم خالد بن الوليد فأسلم وبايع ثم دنوت فقلت يا رسول الله انى أبايعك على أن تغفر لي ما تقدم من ذنبي ولا أذكر ما تأخر.

قال فقال رسول الله : يا عمرو بايع فان الإسلام يجبّ ما كان قبله وان الهجرة تجبّ ما كان قبلها. قال فبايعته ثم انصرفت. قال ابن إسحاق وقد حدثني من لا أتهم ان عثمان بن طلحة بن أبى طلحة كان معهما، أسلم حين أسلما، فقال عبد الله بن ابى الزبعري السهمي:

أنشد عثمان بن طلحة خلفنا … وملقى نعال القوم عند المقبل

وما عقد الآباء من كل حلفة … وما خالد من مثلها بمحلل

أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي … وما تبتغي من بيت مجد مؤثل

فلا تأمننّ خالدا بعد هذه … وعثمان جاءا بالدهيم المعضل

قلت كان إسلامهم بعد الحديبيّة وذلك ان خالد بن الوليد كان يومئذ في خيل المشركين كما سيأتي بيانه فكان ذكر هذا الفصل في إسلامهم بعد ذلك أنسب ولكن ذكرنا ذلك تبعا للإمام محمد بن إسحاق رحمه الله تعالى لأن أول ذهاب عمرو بن العاص الى النجاشي كان بعد وقعة الخندق الظاهر انه ذهب بقية سنة خمس. والله أعلم

<<  <  ج: ص:  >  >>