ابْنُ ضُبَارَةَ عَنِ ابْنِ مُعَاوِيَةَ. وَقَدْ كَتَبَ الله عز وجل أن زوال ملك بنى أمية يكون على يدي هذا الرجل، وهو عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَلَا يَشْعُرُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ بِذَلِكَ.
فِي يَوْمِ الْخَمِيسِ لِتِسْعٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَى الأول منها، دخل أبو مسلم الخراساني مَرْوَ، وَنَزَلَ دَارَ الْإِمَارَةِ بِهَا، وَانْتَزَعَهَا مِنْ يَدِ نَصْرِ بْنِ سَيَّارٍ، وَذَلِكَ بِمُسَاعَدَةِ عَلِيِّ بْنِ الْكَرْمَانِيِّ، وَهَرَبَ نَصْرُ بْنُ سَيَّارٍ فِي شِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ مِنَ النَّاسِ، نَحْوٌ مَنْ ثَلَاثَةِ آلاف، ومعه امرأته المرزبانة، حتى لحق سرخس وَتَرَكَ امْرَأَتَهُ وَرَاءَهُ، وَنَجَا بِنَفْسِهِ، وَاسْتَفْحَلَ أَمْرُ أبى مسلم جدا، والتفت عليه العساكر.
مَقْتَلُ شَيْبَانَ بْنِ سَلَمَةَ الْحَرُورِيِّ
وَلَمَّا هَرَبَ نصر بن سيار بقي شيبان وَكَانَ مُمَالِئًا لَهُ عَلَى أَبِي مُسْلِمٍ، فَبَعَثَ إليه أبو مسلم رسلا فحبسهم فَأَرْسَلَ أَبُو مُسْلِمٍ إِلَى بَسَّامِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ مَوْلَى بَنِي لَيْثٍ يَأْمُرُهُ أَنْ يَرْكَبَ إِلَى شَيْبَانَ فَيُقَاتِلُهُ، فَسَارَ إِلَيْهِ فَاقْتَتَلَا فَهَزَمَهُ بِسَّامٌ فقتله وَاتَّبَعَ أَصْحَابَهُ يَقْتُلُهُمْ وَيَأْسِرُهُمْ، ثُمَّ قَتَلَ أَبُو مسلم عليا وعثمان ابني الكرماني، ثم وجه أَبُو مُسْلِمٍ أَبَا دَاوُدَ إِلَى بَلْخَ فَأَخَذَهَا من زياد بن عبد الرحمن القشيري، وأخذ منهم أموالا جزيلة. ثم إن أبا مسلم اتفق مَعَ أَبِي دَاوُدَ عَلَى قَتْلِ عُثْمَانَ بْنِ الكرماني في يوم كذا، وَفِي ذَلِكَ الْيَوْمِ بِعَيْنِهِ يَقْتُلُ أَبُو مُسْلِمٍ عَلِيَّ بْنَ جُدَيْعٍ الْكَرْمَانِيَّ، فَوَقَعَ ذَلِكَ كَذَلِكَ.