فتحركت الصخرة، فقال النبي ﷺ: اهدئى فما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد». ثم قال في الباب: عن عثمان بن سعيد بن زيد وابن عباس، وسهيل بن سعد، وأنس بن مالك، وبريدة الأسلمي، وهذا حديث صحيح. قلت: ورواه أبو الدرداء، ورواه الترمذي عن عثمان في خطبته يوم الدار، وقال: على ثبير.
[حديث آخر]
وهو عن أبى عثمان النهدي عن أبى موسى الأشعري قال: كنت مع رسول الله ﷺ في حائط، فأمرنى بحفظ الباب، فجاء رجل يستأذن فقلت: من هذا؟ قال: أبو بكر، فقال رسول الله ﷺ:
ائذن له وبشره بالجنة. ثم جاء عمر فقال ائذن له وبشره بالجنة، ثم جاء عثمان فقال: ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه، فدخل وهو يقول: اللهمّ صبرا وفي رواية - الله المستعان» رواه عنه قتادة وأيوب السختياني. وقال البخاري: وقال حماد بن زيد: حدثنا عاصم الأحول وعلى بن الحكم سمعا أبا عثمان يحدث عن أبى موسى الأشعري بنحوه، وزاد عاصم أن رسول الله ﷺ كان قاعدا في مكان قد انكشف عن ركبتيه، أو ركبته، فلما دخل عثمان غطاها. وهو في الصحيحين أيضا من حديث سعيد بن المسيب عن أبى موسى، وفيه «أن أبا بكر وعمر دليا أرجلهما مع رسول الله في باب القف وهو في البئر، وجاء عثمان فلم يجد له موضعا» قال سعيد: فأولت ذلك قبورهم اجتمعت وانفرد عثمان.
وقال الامام أحمد: حدثنا يزيد بن مروان ثنا محمد بن عمرو عن أبى سلمة. قال: قال نافع بن الحارث: «خرجت مع رسول الله ﷺ حتى دخل حائطا فقال: أمسك على الباب، فجاء حتى جلس على القف ودلى رجليه، فضرب الباب فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر، فقلت يا رسول الله هذا أبو بكر، قال: ائذن له وبشره بالجنة، فدخل فجلس مع رسول الله ﷺ على القف ودلى رجليه في البئر، ثم ضرب الباب: فقلت: من هذا؟ قال: عمر، قلت: يا رسول الله ﷺ هذا عمر، قال: ائذن له وبشره بالجنة، ففعلت، فجاء فجلس مع رسول الله على القف ودلى رجليه في البئر، ثم ضرب الباب فقلت: من هذا؟ قال: عثمان، قلت: يا رسول الله هذا عثمان، قال: ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء، فأذنت له وبشرته بالجنة، فجلس مع رسول الله ﷺ على القف ودلى رجليه في البئر» هكذا وقع في هذه الرواية، وقد أخرجه أبو داود والنسائي من حديث أبى سلمة، فيحتمل أن أبا موسى ونافع بن عبد الحارث كانا موكلين بالباب، أو أنها قصة أخرى.
وقد رواه الامام أحمد عن عفان عن وهيب عن موسى بن عقبة سمعت أبا سلمة ولا أعلمه إلا عن نافع بن عبد الحارث «أن رسول الله ﷺ دخل حائطا فجلس على قف البئر، فجاء أبو بكر