حرملة عن جابر بن عبد الله قال: أقبلنا مع رسول الله ﷺ من سفر حتى إذا دفعنا إلى حائط من حيطان بنى النجار، إذا فيه جمل لا يدخل الحائط أحد إلا شد عليه قال: فذكروا ذلك لرسول الله ﷺ، فجاء حتى أتى الحائط فدعا البعير فجاء واضعا مشفره إلى الأرض حتى برك بين يديه، قال:
فقال رسول الله ﷺ: هاتوا خطاما، فخطمه ودفعه إلى صاحبه، قال: ثم التفت إلى الناس فقال:
إنه ليس شيء بين السماء والأرض إلا يعلم أنى رسول الله إلا عاصي الجن والانس * تفرد به الامام أحمد، وسيأتي عن جابر من وجه آخر بسياق آخر إن شاء الله وبه الثقة.
[رواية ابن عباس]
قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: ثنا بشر بن موسى، ثنا يزيد بن مهران أخو خالد الجيار، ثنا أبو بكر بن عياش عن الأجلح عن الذيال بن حرملة عن ابن عباس قال: جاء قوم إلى رسول الله فقالوا: يا رسول الله إن لنا بعيرا قد ندّ في حائط، فجاء إليه رسول الله ﷺ فقال: تعال، فجاء مطأطئا رأسه حتى خطمه وأعطاه أصحابه، فقال له أبو بكر الصديق: يا رسول الله، كأنه علم أنك نبي، فقال رسول الله ﷺ: ما بين لابتيها أحد إلا يعلم أنى نبي الله إلا كفرة الجن والانس * وهذا من هذا الوجه عن ابن عباس غريب جدا، والأشبه رواية الامام أحمد عن جابر، اللهمّ إلا أن يكون الأجلح قد رواه عن الذيال عن جابر وعن ابن عباس والله أعلم.
[طريق أخرى عن ابن عباس]
قال الحافظ أبو القاسم الطبراني: ثنا العباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا أبو عون الزيادي، ثنا أبو عزة الدباغ عن أبى يزيد المديني عن عكرمة عن ابن عباس أن رجلا من الأنصار كان له فحلان فاغتلما فأدخلهما حائطا فسد عليهما الباب، ثم جاء إلى رسول الله ﷺ فأراد أن يدعو له، والنبي قاعد معه نفر من الأنصار، فقال: يا نبي الله إني جئت في حاجة فان فحلين لي اغتلما، وإني أدخلتهما حائطا وسددت عليهما الباب، فأحب أن تدعو لي أن يسخرهما الله لي، فقال لأصحابه: قوموا معنا، فذهب حتى أتى الباب فقال: افتح، فأشفق الرجل على النبي ﷺ، فقال: افتح، ففتح الباب فإذا أحد الفحلين قريبا من الباب، فلما رأى رسول الله ﷺ سجد له، فقال رسول الله: ائت بشيء أشد رأسه وأمكنك منه، فجاء بخطام فشد رأسه وأمكنه منه، ثم مشى إلى أقصى الحائط إلى الفحل الآخر، فلما رآه وقع له ساجدا، فقال للرجل: ائتني بشيء أشد رأسه، فشد رأسه وأمكنه منه، فقال: اذهب فإنهما لا يعصيانك، فلما رأى أصحاب رسول الله ﷺ ذلك قالوا: يا رسول الله هذان فحلان سجدا لك أفلا نسجد لك؟ قال لا آمر أحدا أن يسجد لأحد ولو أمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها * وهذا إسناد غريب ومتن غريب.