ﷺ دين أو عدة فليأتني
قال جابر فجئت أبا بكر فأخبرته أن رسول الله ﷺ قال: «لو قد جاء مال البحرين أعطيتك هكذا وهكذا ثلاثا» قال فأعرض عنى قال جابر فلقيت أبا بكر بعد ذلك فسألته فلم يعطني ثم أتيته فلم يعطني ثم أتيته الثالثة فلم يعطني فقلت له قد أتيتك فلم تعطني ثم أتيتك فلم تعطني فاما أن تعطني وإما أن تبخل عنى قال قلت تبخل عنى قال وأي داء أدوأ من البخل قالها ثلاثا ما منعتك من مرة إلا وأنا أريد أن أعطيك وهكذا رواه البخاري ها هنا وقد رواه مسلم عن عمرو الناقد عن سفيان بن عيينة به ثم قال البخاري بعده وعن عمرو عن محمد بن على سمعت جابر بن عبد الله يقول جئته فقال لي أبو بكر عدها فعددتها فوجدتها خمسمائة فقال خذ مثلها مرتين وقد رواه البخاري أيضا عن على بن المديني عن سفيان هو ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن محمد بن على أبى جعفر الباقر عن جابر كروايته له عن قتيبة ورواه أيضا هو ومسلم من طرق أخر عن سفيان بن عيينة عن عمرو عن محمد بن على عن جابر بنحوه وفي رواية أخرى له أنه أمره فحثى بيديه من دراهم فعدها فإذا هي خمسمائة فأضعفها له مرتين يعنى فكان جملة ما أعطاه ألفا وخمسمائة درهم.
[وفود فروة بن مسيك المرادي أحد رؤساء قومه إلى رسول الله ﷺ]
قال ابن إسحاق وقدم فروة بن مسيك المرادي مفارقا لملوك كندة ومباعدا لهم إلي رسول الله ﷺ وقد كان بين قومه مراد وبين همدان وقعة قبيل الإسلام أصابت همدان من قومه حتى أثخنوهم وكان ذلك في يوم يقال له الردم وكان الّذي قاد همدان اليهم الأجدع بن مالك قال ابن هشام ويقال مالك بن خريم الهمدانيّ. قال ابن إسحاق فقال فروة بن مسيك في ذلك اليوم:
مررن على لفات وهنّ خوص … ينازعن الأعنة ينتحينا
فان نغلب فغلابون قدما … وإن نغلب فغير مغلبينا
وما إن طبّنا جبن ولكن … منايانا وطعمة آخرينا
كذاك الدهر دولته سجال … تكر صروفه حينا فحينا
فبينا ما نسر به ونرضى … ولو لبست غضارته سنينا
إذا انقلبت به كرات دهر … فألفى في الأولى غبطوا طحينا
فمن يغبط بريب الدهر منهم … يجد ريب الزمان له خؤنا
فلو خلد الملوك إذا خلدنا … ولو بقي الكرام إذا بقينا
فأفنى ذلكم سروات قومي … كما أفنى القرون الأولينا
قال ابن إسحاق ولما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله ﷺ مفارقا ملوك كندة قال:
لما رأيت ملوك كندة أعرضت … كالرجل خان الرجل عرق نسائها