للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في قلبه وانقطع في داره إلى أن مات كمدا وغبينة وضيقا، وقلة وذلة، في مستهل جمادى الآخرة من هذه السنة، وله من العمر ثلاث وستون سنة، ودفن في قبور الروافض، وقد سمع بأذنيه، ورأى بعينيه من الإهانة من التتار والمسلمين ما لا يحد ولا يوصف. وتولى بعده ولده الخبيث الوزارة، ثم أخذه الله أخذ القرى وهي ظالمة سريعا، وقد هجاه بعض الشعراء فقال فيه:

يا فرقة الإسلام نوحوا واندبوا … أسفا على ما حل بالمستعصم

دست الوزارة كان قبل زمانه … لابن الفرات فصار لابن العلقميّ

[محمد بن عبد الصمد بن عبد الله بن حيدرة]

فتح الدين أبو عبد الله بن العدل محتسب دمشق، كان مشكورا حسن الطريقة، وجده العدل نجيب الدين أبو محمد عبد الله بن حيدرة، وهو واقف المدرسة التي بالزبدانى في سنة تسعين وخمسمائة تقبل الله منه وجزاه خيرا.

[القرطبي صاحب المفهم في شرح مسلم]

أحمد بن عمر بن إبراهيم بن عمر أبو العباس الأنصاري القرطبي المالكي الفقيه المحدث المدرس بالإسكندرية، ولد بقرطبة سنة ثمان وسبعين وخمسمائة، وسمع الكثير هناك، واختصر الصحيحين، وشرح صحيح مسلم المسمى بالمفهم، وفيه أشياء حسنة مفيدة محررة .

[الكمال إسحاق بن أحمد بن عثمان]

أحد مشايخ الشافعية، أخذ عنه الشيخ محيي الدين النووي وغيره، وكان مدرسا بالرواحية، توفى في ذي القعدة من هذه السنة.

[العماد داود بن عمر بن يحيى بن عمر بن كامل]

أبو المعالي وأبو سليمان الزبيدي المقدسي ثم الدمشقيّ خطيب بيت الأبار، وقد خطب بالأموي ست سنين بعد ابن عبد السلام، ودرس بالغزالية، ثم عاد إلى بيت الأبار فمات بها.

[على بن محمد بن الحسين]

صدر الدين أبو الحسن بن النيار شيخ الشيوخ ببغداد، وكان أولا مؤدبا للإمام المستعصم، فلما صارت الخلافة إليه برهة من الدهور رفعه وعظمه وصارت له وجاهة عنده، وانضمت إليه أزمة الأمور، ثم إنه ذبح بدار الخلافة كما تذبح الشاة على أيدي التتار.

[الشيخ على العابد الخباز]

كان له أصحاب وأتباع ببغداد، وله زاوية يزار فيها، قتلته التتار وألقى على مزبلة بباب زاويته ثلاثة أيام حتى أكلت الكلاب من لحمه، ويقال إنه أخبر بذلك عن نفسه في حال حياته.

[محمد بن إسماعيل بن أحمد بن أبى الفرج أبو عبد الله المقدسي]

خطيب براد، سمع الكثير، وعاش تسعين سنة، ولد في سنة ثلاث وخمسين فسمع الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>