قد هممت معه بالخروج فصدنى فتيان من قريش، فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد، فقالوا قد شغله الله عنكم ببطنه - ولم أكن شاكيا - فناموا. فخرجت ولحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدوا ليردونى فقلت لهم إن أعطيتكم أواقي من ذهب وتخلوا سبيلي وتوفون لي ففعلوا فتبعتهم إلى مكة فقلت احفروا تحت أسكفة الباب فان بها أواقي، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين. وخرجت حتى قدمت على رسول الله ﷺ بقباء قبل أن يتحول منها، فلما رآني قال:«يا أبا يحيى ربح البيع» فقلت يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبرائيل ﵇.
قال ابن إسحاق: ونزل حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة وأبو مرثد كناز بن الحصين وابنه مرثد الغنويان حليفا حمزة، وأنسة وأبو كبشة موليا رسول الله ﷺ على كلثوم بن الهدم أخى بنى عمرو بن عوف بقباء، وقيل على سعد بن خيثمة، وقيل بل نزل حمزة على أسعد بن زرارة والله أعلم. قال ونزل عبيدة بن الحارث وأخواه الطفيل وحصين ومسطح بن أثاثة وسويبط بن سعد ابن حريملة أخو بنى عبد الدار وطليب بن عمير أخو بنى عبد بن قصي وخباب مولى عتبة بن غزوان على عبد الله بن سلمة أخى بلعجلان بقباء (١) ونزل عبد الرحمن بن عوف في رجال من المهاجرين على سعد بن الربيع، ونزل الزبير بن العوام وأبو سبرة بن أبى رهم على منذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بالعصبة دار بنى جحجبى ونزل مصعب بن عمير على سعد بن معاذ، ونزل أبو حذيفة بن عتبة وسالم مولاه على سلمة. قال ابن إسحاق وقال الأموي على خبيب بن إساف أخى بنى حارثة، ونزل عتبة بن غزوان على عباد بن بشر بن وقش في بنى عبد الأشهل، ونزل عثمان بن عفان على أوس بن ثابت بن المنذر أخى حسان بن ثابت في دار بنى النجار. قال ابن إسحاق:
ونزل العزاب من المهاجرين على سعد بن خيثمة وذلك أنه كان عزبا والله أعلم أي ذلك كان.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثني احمد بن أبى بكر بن الحارث بن زرارة بن مصعب بن عبد الرحمن بن عوف حدثنا عبد العزيز بن محمد عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه. قال:
قدمنا مكة فنزلنا العصبة، عمر بن الخطاب وأبو عبيدة بن الجراح وسالم مولى أبى حذيفة. فكان يؤمهم سالم مولى أبى حذيفة لانه كان أكثرهم قرآنا.
[فصل في سبب هجرة رسول الله ﷺ بنفسه الكريمة]
قال الله تعالى ﴿وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاِجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً﴾
(١) كذا بالأصلين، وفي ابن هشام: على عبد الله أخى بلحارث بن الخزرج في دار بلحارث بن الخزرج.