للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن إبراهيم ثنا الصلت بن دينار عن أبى نضرة عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله : «من أراد أن ينظر إلى شهيد يمشى على رجليه فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله»

وقال الترمذي: حدثنا أبو سعيد الأشج ثنا أبو عبد الرحمن بن منصور العنزي - اسمه النضر - ثنا عقبة بن علقمة اليشكري سمعت على بن أبى طالب يقول: سمعت أذناى رسول الله يقول: «طلحة والزبير جاراى في الجنة»

وقد روى من غير وجه عن على أنه قال: إني لأرجو أن أكون أنا وطلحة والزبير وعثمان ممن قال الله ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين) وقال حماد بن سلمة عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب أن رجلا كان يقع في طلحة والزبير وعثمان وعلى فجعل سعد ينهاه ويقول: لا تقع في إخواني فأبى فقام فصلى ركعتين ثم قال: اللهمّ إن كان سخطا لك فيما يقول، فأرنى فيه اليوم آية واجعله للناس عبرة. فخرج الرجل فإذا ببختي يشق الناس فأخذه بالبلاط فوضعه بين كركرته والبلاط فسحقه حتى قتله. قال سعيد بن المسيب: فأنا رأيت الناس يتبعون سعدا ويقولون: هنيئا لك أبا إسحاق أجيبت دعوتك.

[والزبير بن العوام بن خويلد]

ابن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤيّ بن غالب بن فهر بن مالك ابن النضر بن كنانة أبو عبد الله القرشي الأسدي، وأمه صفية بنت عبد المطلب عمة رسول الله .

أسلم قديما وعمره خمس عشرة سنة، وقيل أقل وقيل أكثرها. جر إلى الحبشة ثم إلى المدينة فآخى رسول الله بينه وبين سلمة بن سلامة بن وقش، وقد شهد المشاهد كلها

وقد قال رسول الله يوم الأحزاب «من يأتينا بخبر القوم؟ فقال: أنا، ثم ندب الناس فانتدب الزبير، ثم ندبهم فانتدب الزبير، فقال رسول الله : إن لكل نبي حواريا وحواري الزبير» ثبت ذلك من رواية زر عن على، وثبت عن الزبير أنه قال: «جمع لي رسول الله أبويه يوم بنى قريظة» وروى أنه أول من سل سيفا في سبيل الله، وذلك بمكة حين بلغ الصحابة أن رسول الله قد قتل فجاء شاهرا سيفه حتى رأى رسول الله فشام سيفه، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الستة الذين توفى رسول الله وهو عنهم راض، وصحب الصديق فأحس صحبته، وكان ختنه على ابنته أسماء بنت الصديق، وابنه عبد الله منها أول مولود ولد للمسلمين بعد الهجرة، وخرج مع الناس إلى الشام مجاهدا فشهد اليرموك فتشرفوا بحضوره، وكانت له بها اليد البيضاء والهمة العلياء، اخترق جيوش الروم وصفوفهم مرتين من أولهم إلى آخرهم، وكان من جملة من دافع عن عثمان وحاجف عنه، فلما كان يوم الجمل ذكّره على بما ذكَّره به فرجع عن القتال وكر راجعا إلى المدينة، فمر بقوم الأحنف بن قيس - وكانوا قد انعزلوا عن الفريقين - فقال قائل يقال له الأحنف: ما بال هذا جمع بين الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>