للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَقَطَعَ اللَّهُ تِلْكَ السُّنَّةَ عَنْ أَهْلِ مِصْرَ إِلَى الْيَوْمِ وَأَمَّا الْفُرَاتُ فَأَصْلُهَا مِنْ شَمَالِيِّ أَرْزَنِ الرُّومِ فَتَمُرُّ إِلَى قرب ملطيه ثم تمر على شميشاط. ثُمَّ عَلَى إِلْبِيرَةَ قِبْلِيَّهَا ثُمَّ تُشَرِّقُ إِلَى بالس [١] وقلعة جعبر ثم الرَّقَّةِ ثُمَّ إِلَى الرَّحْبَةِ شَمَالَيَّهَا ثُمَّ إِلَى عَانَةَ ثُمَّ إِلَى هِيتَ ثُمَّ إِلَى الْكُوفَةِ ثم تخرج الى فضاء العراق ويصب فِي بِطَائِحَ كِبَارٍ أَيْ بُحَيْرَاتٍ وَتَرُدُّ إِلَيْهَا ويخرج منها أنهار كبار معروفة وَأَمَّا سَيْحَانُ وَيُقَالُ لَهُ سَيْحُونَ أَيْضًا فَأَوَّلُهُ مِنْ بِلَادِ الرُّومِ وَيَجْرِي مِنَ الشَّمَالِ وَالْغَرْبِ إِلَى الْجَنُوبِ وَالشَّرْقِ وَهُوَ غَرْبِيُّ مَجْرَى جَيْحَانَ ودونه في القدر وهو ببلاد الأرض الَّتِي تُعْرَفُ الْيَوْمَ بِبِلَادِ سِيسَ وَقَدْ كَانَتْ فِي أَوَّلِ الدَّوْلَةِ الْإِسْلَامِيَّةِ فِي أَيْدِي الْمُسْلِمِينَ فَلَمَّا تَغَلَّبَ الْفَاطِمِيُّونَ عَلَى الدِّيَارِ الْمِصْرِيَّةِ وَمَلَكُوا الشام وأعمالها عجزوا عن صونها عن الأعداء فتغلب تقفور الْأَرْمَنِيُّ عَلَى هَذِهِ الْبِلَادِ أَعْنِي بِلَادَ سِيسَ فِي حُدُودِ الثَّلَاثِمِائَةِ وَإِلَى يَوْمِنَا هَذَا. وَاللَّهُ المسئول عَوْدَهَا إِلَيْنَا بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ. ثُمَّ يَجْتَمِعُ سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ عِنْدَ أَذَنَةَ فَيَصِيرَانِ نَهْرًا وَاحِدًا. ثُمَّ يَصُبَّانِ فِي بَحْرِ الرُّومِ بَيْنَ إِيَاسَ وَطَرْسُوسَ وَأَمَّا جَيْحَانُ وَيُقَالُ لَهُ جَيْحُونُ أَيْضًا وَتُسَمِّيهِ الْعَامَّةُ جَاهَانَ. وَأَصْلُهُ فِي بِلَادِ الرُّومِ وَيَسِيرُ فِي بِلَادِ سِيسَ مِنَ الشَّمَالِ إِلَى الْجَنُوبِ وَهُوَ يُقَارِبُ الْفُرَاتَ فِي الْقَدْرِ ثُمَّ يَجْتَمِعُ هُوَ وَسَيْحَانُ عِنْدَ أَذَنَةَ فَيَصِيرَانِ نَهْرًا وَاحِدًا ثُمَّ يَصُبَّانِ فِي الْبَحْرِ عِنْدَ إِيَاسَ وَطَرْسُوسَ والله أعلم

فَصْلٌ

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّماواتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَها ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً وَمن كُلِّ الثَّمَراتِ جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ وَفي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ١٣: ٢- ٤ وقال تعالى أَمَّنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ من السَّماءِ ماءً فَأَنْبَتْنا به حَدائِقَ ذاتَ بَهْجَةٍ ما كانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ الله بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَراراً وَجَعَلَ خِلالَها أَنْهاراً وَجَعَلَ لَها رَواسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً أَإِلهٌ مَعَ الله بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ ٢٧: ٦٠- ٦١ وقال تعالى


[ () ] النيل قبل يوم الصليب بيوم وقد تهيأ أهل مصر للجلاء والخروج منها لانه لا يقوم بمصلحتهم فيها الا النيل فأصبحوا يوم الصليب وقد أجراه الله ستة عشر ذراعا. وقد زال تلك السنة السوء عن أهل مصر انتهى
[١] بلدة بين حلب والرقة لها وقائع تاريخية مذكورة في معجم البلدان (محمود الامام)

<<  <  ج: ص:  >  >>