للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله ، وهي التي تحدّث الناس أن ابن عمر أسلم قبل عمر. وقال هشام بن عمّار حدثنا الوليد ابن مسلم حدثنا عمر بن محمد العمرى أخبرنى نافع عن ابن عمر أن الناس كانوا مع النبي يوم الحديبيّة تفرقوا في ظلال الشجرة فإذا الناس محدقون بالنبيّ فقال يا عبد الله انظر ما شأن الناس قد أحدقوا برسول الله فوجدهم يبايعون فبايع ثم رجع الى عمر فخرج فبايع. تفرد به البخاري من هذين الوجهين

ذكر سياق البخاري لعمرة الحديبيّة

قال في كتاب المغازي: حدّثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان سمعت الزهري حين حدث هذا الحديث حفظت بعضه وثبتني معمر عن عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يزيد أحدهما على صاحبه، قالا خرج النبي عام الحديبيّة في بضع عشرة مائة من أصحابه فلما أتى ذا الحليفة قلد الهدى وأشعره وأحرم منها بعمرة وبعث عينا له من خزاعة، وسار النبي حتى إذا كان بغدير الأشطاط أتاه عينه قال: إن قريشا قد جمعوا لك جموعا وقد جمعوا لك الأحابيش وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت ومانعوك، فقال: أشيروا أيها الناس عليّ أترون أن أميل الى عيالهم وذراري هؤلاء الذين يريدون أن يصدونا عن البيت فان يأتونا كان الله قد قطع عينا من المشركين وإلا تركنا لهم محروبين. قال أبو بكر: يا رسول الله خرجت عامدا لهذا البيت لا نريد قتل أحد ولا حرب أحد فتوجه له فمن صدنا عنه قاتلناه. قال امضوا على اسم الله. هكذا رواه هاهنا ووقف ولم يزد شيئا على هذا

وقال في كتاب الشهادات (١): حدّثنى عبد الله بن محمد حدثنا عبد الرزاق أنبأنا معمر أخبرنى الزهري أخبرنى عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم يصدّق كل واحد منهما حديث صاحبه، قالا خرج رسول الله زمن الحديبيّة حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي : إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين، فو الله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش، وسار النبي حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال الناس: حل حل، فألحت. فقالوا: خلأت القصواء خلأت القصواء، فقال رسول الله : ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثم قال: والّذي نفسي بيده لا يسألونى خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت، فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبيّة على ثمد قليل الماء يتبرّضه تبرضا فلم يلبّثه الناس


(١) هو في (كتاب الشروط)

<<  <  ج: ص:  >  >>