حتى قتل ذلك الحمار الوحشي فأكل منه هو وأصحابه وحملوا منه الى رسول الله ﷺ في أثناء الطريق فقال: هل منكم أحد أمره أن يحمل عليها أو أشار اليها؟ قالوا: لا. قال: فكلوا ما بقي من الحمار. وقد قال البخاري: حدّثنا شعبة بن الربيع حدثنا على بن المبارك عن يحيى عن عبد الله ابن أبى قتادة أن أباه حدثه قال: انطلقنا مع النبي ﷺ عام الحديبيّة فأحرم أصحابى ولم أحرم وقال البخاري حدّثنا محمد بن رافع حدثنا شبابة بن سوّار الفزاري حدثنا شعبة عن قتادة عن سعيد بن المسيب عن أبيه قال: لقد رأيت الشجرة ثم أتيتها بعد فلم أعرفها. حدثنا موسى حدثنا أبو عوانة حدثنا طارق عن سعيد بن المسيب عن أبيه أنه كان فيمن بايع تحت الشجرة فرجعنا اليها العام المقبل فعميت علينا. وقال البخاري أيضا حدثنا محمود حدثنا عبيد الله عن إسرائيل عن طارق بن عبد الرحمن قال: انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون، فقلت ما هذا المسجد؟ قالوا: هذه الشجرة حيث بايع النبي ﷺ بيعة الرضوان، فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال سعيد: حدثني أبى انه كان فيمن بايع رسول الله ﷺ تحت الشجرة، قال: فلما كان من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها. ثم قال سعيد: إن أصحاب محمد لم يعلموها، وعلمتموها أنتم! فأنتم أعلم؟ ورواه البخاري ومسلم من حديث الثوري وأبى عوانة وشبابة عن طارق. وقال البخاري حدّثنا سعيد حدثني أخى عن سليمان عن عمرو بن يحيى عن عبّاد بن تميم قال: لما كان يوم الحرة والناس يبايعون لعبد الله بن حنظلة، فقال ابن زيد: على ما يبايع ابن حنظلة الناس؟ قيل له على الموت، فقال: لا أبايع على ذلك أحدا بعد رسول الله ﷺ، وكان شهد معه الحديبيّة.
وقد رواه البخاري أيضا ومسلم من طرق عن عمرو بن يحيى به. وقال البخاري: حدثنا قتيبة ابن سعيد حدثنا حاتم عن يزيد بن أبى عبيد قلت لسلمة بن الأكوع: على أي شيء بايعتم رسول الله ﷺ يوم الحديبيّة؟ قال: على الموت. ورواه مسلم من حديث يزيد بن أبى عبيد. وفي صحيح مسلم عن سلمة أنه بايع ثلاث مرات في أوائل الناس ووسطهم وأواخرهم. وفي الصحيح عن معقل بن يسار أنه كان آخذا بأغصان الشجرة عن وجه رسول الله ﷺ وهو يبايع الناس، وكان أول من بايع رسول الله ﷺ يومئذ أبو سنان وهو وهب بن محصن أخو عكاشة بن محصن وقيل سنان بن أبى سنان وقال البخاري: حدّثنى شجاع بن الوليد سمع النّضر بن محمد حدثنا صخر بن الربيع عن نافع قال: إن الناس يتحدثون أن ابن عمر أسلم قبل عمر وليس كذلك، ولكن عمر يوم الحديبيّة أرسل عبد الله الى فرس له عند رجل من الأنصار أن يأتى به ليقاتل عليه، ورسول الله ﷺ يبايع عند الشجرة، وعمر لا يدرى بذلك، فبايعه عبد الله، فانطلق فذهب معه حتى بايع رسول