للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخير وهو على كل شيء قدير، ألا وإنه لم يذل الله من كان الحق معه وإن كان فردا وحده، ولن يفلح من كان وليه الشيطان وحزبه ولو كان معه الأنام طرا، ألا وإنه أتانا من العراق خبر أحزننا وأفرحنا، أتانا قتل مصعب فأحزننا فأما الّذي أفرحنا فعلمنا أن قتله له شهادة، وأما الّذي أحزننا فان الحميم لفراقه لوعة يجدها حميمه عند المصيبة ثم يرعوى من بعدها، وذو الرأى جميل الصبر كريم العزاء، ولئن أصبت بمصعب فلقد أصبت بالزبير قبله، وما أنا من عثمان يخلو مصيبة، وما مصعب إلا عبد من عبيد الله، وعون من أعوانى، ألا وإن أهل العراق أهل الغدر والنفاق أسلموه وباعوه بأقل الثمن، فان يقتل فانا والله ما نموت على مضاجعنا كما تموت بنو أبى العاص، والله ما قتل منهم رجل في زحف في الجاهلية ولا في الإسلام. وما نموت إلا بأطراف الرماح أو تحت ظل السيوف، فان بنى أبى العاص يجمعون الناس بالرغبات والرهبات، ثم يقاتلون بهم أعداءهم ممن هو خير منهم وأكرم ولا يقاتلون تابعيهم زحفا، ألا وإن الدنيا عارية من الملك الأعلى الّذي لا يزول سلطانه ولا يبيد ملكه، فان تقبل الدنيا لآخذها أخذ الأشر البطر، وإن تدبر لا أبكى عليها بكاء الحزين الأسف المهين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[إبراهيم بن الأشتر]

كان أبوه ممن قام على عثمان وقتله، وكان إبراهيم هذا من المعروفين بالشجاعة وله شرف، وهو الّذي قتل عبيد الله بن زياد كما ذكرنا

[عبد الرحمن بن غسيلة]

أبو عبد الله المرادي الصنابحي، كان من الصلحاء، وكان عبد الملك يجلسه معه على السرير، وكان عالما فاضلا، توفى بدمشق.

[عمر بن سلمة]

المخزومي المدني ربيب النبي ولد بأرض الحبشة

[سفينة مولى رسول الله ]

أبو عبد الرحمن كان عبدا لأم سلمة فأعتقته وشرطت عليه أن يخدم رسول الله ، فقال: أنا لا أزال أخدم رسول الله لو لم تعتقينى ما عشت، وقد كان سفينة بآل رسول الله أليفا، وبهم خليطا،

وروى الطبراني أن سفينة سئل عن اسمه لم سمى سفينة؟ قال: سماني رسول الله سفينة، خرج مرة ومعه أصحابه فثقل عليهم متاعهم، فقال لي رسول الله : «ابسط كساءك فبسطته فجعل فيه متاعهم، ثم قال لي: احمل ما أنت إلا سفينة، قال فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو خمسة أو ستة ما ثقل على». وروى محمد بن المنكدر عن سفينة قال: ركبت مرة سفينة في البحر فانكسرت بنا فركبت لوحا منها فطرحني البحر إلى غيضة فيها الأسد فجاءني فقلت:

يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله ، فطأطأ رأسه وجعل يدفعني بجنبه أو بكفه حتى وضعني

<<  <  ج: ص:  >  >>