للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى شعبة عن عمارة بن حفصة عن عكرمة عن أبى هريرة أن رسول الله «كان إذا عطس غطى وجهه بثوبه، ووضع يديه على حاجبيه»، هذا حديث عال من حديث شعبة.

وروى بقية عن إسحاق بن مالك الخضرى عن عكرمة عن أبى هريرة عن النبي قال: «من حلف على أحد يمينا، وهو يرى أنه سيبره فلم يفعل، فإنما إثمه على الّذي لم يبره». تفرد به بقية بن الوليد مرفوعا.

وقال عبد الله بن أحمد في مسند أبيه: حدثنا عبيد بن عمر القواريري حدثنا يزيد بن ربيع حدثنا عمارة بن أبى حفصة حدثنا عكرمة حدثتنا عائشة أن النبي كان عليه بردان قطريان خشنان غليظان، فقالت عائشة: يا رسول الله، إن ثوبيك هذين غليظان خشنان، ترشح فيهما فيثقلان عليك، فأرسل إلى فلان فقد أتاه برد من الشام فاشتر منه ثوبين إلى ميسرة، فأرسل إليه فأتاه الرسول فقال: إن رسول الله بعث إليك لتبيعه ثوبين إلى ميسرة. فقال: قد علمت والله، ما يريد نبي الله إلا أن يذهب بثوبي ويمطلنى بثمنهما، فرجع الرسول إلى رسول الله فأخبره فقال : كذب! قد علموا أنى أتقاهم لله، وآداهم للأمانة»

. وفي هذا اليوم قال النبي : «لأن يلبس أحدكم من رقاع شتى خير له من أن يستدين ما ليس عنده» والله سبحانه أعلم] (١).

[القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق]

كان أحد الفقهاء المشهورين، له روايات كثيرة، عن الصحابة وغيرهم، وكان من أفضل أهل المدينة، وأعلم أهل زمانه، قتل أبوه بمصر وهو صغير، فأخذته خالته فنشأ عندها، وساد وله مناقب كثيرة. أبو رجاء العطاردي.

[وفيها توفى كثير عزة الشاعر المشهور]

وهو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود بن عامر، أبو صخر الخزاعي الحجازي، المعروف بابن أبى جمعة، وعزة هذه المشهور بها المنسوب إليها، لتغزله فيها، هي أم عمرو عزة بالعين المهملة، بنت جميل بن حفص، من بنى حاجب بن غفار، وإنما صغر اسمه فقيل كثير، لأنه كان دميم الخلق قصيرا، طوله ثلاثة أشبار. قال ابن خلكان: كان يقال له رب الدبان، وكان إذا مشى يظن أنه صغير من قصره، وكان إذا دخل على عبد الملك بن مروان يقول له: طأطئ رأسك لا يؤذيك السقف، وكان يضحك إليه، وكان يفد على عبد الملك، ووفد على عبد الملك بن مروان مرات، ووفد على عمر بن عبد العزيز، وكان يقال إنه أشعر الإسلاميين، على أنه كان فيه تشيع، وربما نسبه بعضهم إلى مذهب التناسخية، وكان يحتج على ذلك من جهله وقلة عقله إن صح النقل عنه، في قوله تعالى ﴿فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ﴾ وقد استأذن يوما على عبد الملك فلما دخل عليه قال عبد الملك: لأن


(١) زيادة من المصرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>