للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في ربيع الأول من هذه السنة، ثم جمع الدمستق خلقا كثيرا فالتقوا مع سيف الدولة في شعبان منها، فجرت بينهم حروب عظيمة وقتال شديد، فكانت الدائرة للمسلمين وخذل الله الكافرين، فقتل منهم خلق كثير، وأسر جماعة من الرؤساء، وكان منهم صهر الدمستق وابن بنته أيضا. وفيها حصل للناس أمراض كثيرة وحمى وأوجاع في الحلق. وفيها مات الأمير الحميد بن نوح بن نصر الساماني صاحب خراسان وما وراء النهر، وقام بالأمر من بعده ولده عبد الملك.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[الحسن بن أحمد]

أبو على الكاتب المصري، صحب أبا على الروذبارى، وغيره، وكان عثمان المغربي يعظم أمره ويقول: أبو على الكاتب من السالكين إلى الله. ومن كلامه الّذي حكاه عنه أبو عبد الرحمن السلمي قوله: روائح نسيم المحبة تفوح من المحبين وإن كتموها، ويظهر عليهم دلائلها وإن أخفوها، وتبدو عليهم وإن ستروها. وأنشد:

إذا ما استسرت أنفس الناس ذكره … تبين فيهم وان لم يتكلموا

تطيبهم أنفاسهم فتذيعها … وهل سر مسك أودع الريح يكتم؟

[على بن محمد بن عقبة بن همام]

أبو الحسن الشيباني الكوفي، قدم بغداد فحدث بها عن جماعة وروى عنه الدار قطنى. وكان ثقة عدلا كثير التلاوة فقيها، مكث يشهد على الحكام ثلاثا وسبعين سنة، مقبولا عندهم، وأذن في مسجد حمزة الزيات نيفا وسبعين سنة، وكذلك أبوه من قبله.

[محمد بن على بن أحمد بن العباس]

الكرخي الأديب، كان عالما زاهدا ورعا، يختم القرآن كل يوم ويديم الصيام، سمع الحديث من عبدان وأقرانه.

[أبو الخير التيناني]

العابد الزاهد، أصله من العرب، كان مقيما بقرية يقال لها تينان من عمل أنطاكية، ويعرف بالأقطع لأنه كان مقطوع اليد، كان قد عاهد الله عهدا ثم نكثه، فاتفق له أنه مسك مع جماعة من اللصوص في الصحراء وهو هناك سائح يتعبد، فأخذ معهم فقطعت يده معهم، وكانت له أحوال وكرامات، وكان ينسج الخوص بيده الواحدة. دخل عليه بعض الناس فشاهد منه ذلك فأخذ منه العهد أن لا يخبر به أحدا ما دام حياء، فوفى له بذلك.

[ثم دخلت سنة أربع وأربعين وثلاثمائة]

قال ابن الجوزي: فيها شمل الناس ببغداد وواسط وأصبهان والأهواز داء مركب من دم وصفراء ووباء، مات بسبب ذلك خلق كثير، بحيث كان يموت في كل يوم قريب من ألف نفس،

<<  <  ج: ص:  >  >>