[ورواه الفقيه أبو محمد عبد الله بن حامد في كتابه دلائل النبوة عن أحمد بن حمدان السحرى عن عمر بن محمد بن بجير البحتري عن بشر بن آدم عن محمد بن عون أبى عون الزيادي به * وقد رواه أيضا من طريق مكي بن إبراهيم عن قائد أبى الورقاء عن عبد الله بن أبى أوفى عن النبي ﷺ بنحو ما تقدم عن ابن عباس.
[رواية أبى هريرة]
قال أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه: أخبرنا أحمد بن حمدان، أنا عمر بن محمد بن بجير، حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير عن يحيى بن عبيد الله عن أبيه عن أبى هريرة قال: انطلقنا مع رسول الله ﷺ إلى ناحية فأشرفنا إلى حائط فإذا نحن بناضح، فلما أقبل الناضح رفع رأسه فبصر برسول الله ﷺ فوضع جرّانه على الأرض، فقال أصحاب رسول الله ﷺ: فنحن أحق أن نسجد لك من هذه البهيمة، فقال: سبحان الله، أدون الله؟ ما ينبغي لأحد أن يسجد لأحد دون الله، ولو أمرت أحدا أن يسجد لشيء من دون الله لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها *]
[رواية عبد الله بن جعفر في ذلك]
قال الامام أحمد: حدثنا يزيد، ثنا مهدي بن ميمون عن محمد بن أبى يعقوب عن الحسن بن سعد عن عبد الله بن جعفر ح وثنا بهز وعفان قالا: ثنا مهدي، ثنا محمد بن أبى يعقوب عن الحسن بن سعد - مولى الحسن بن على - عن عبد الله بن جعفر قال: أردفنى رسول الله ﷺ ذات يوم خلفه فأسر إلى حديثا لا أخبر به أحدا أبدا، وكان رسول الله ﷺ أحب ما استتر به في حاجته هدف أو حائش نخل، فدخل يوما حائطا من حيطان الأنصار فإذا جمل قد أتاه فجرجر وذرفت عيناه، وقال بهز وعفان: فلما رأى رسول الله حنّ وذرفت عيناه، فمسح رسول الله سراته وذفراه فسكن، فقال: من صاحب الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار قال: هو لي يا رسول الله، فقال أما تتقى الله في هذه البهيمة التي ملككها الله لك؟ إنه شكا إلى أنك تجيعه وتدئبه * وقد رواه مسلم من حديث مهدي بن ميمون به.
[رواية عائشة أم المؤمنين ﵂ في ذلك]
قال الامام أحمد: ثنا عبد الصمد وعفان قالا: ثنا حماد - هو ابن سلمة - عن على بن زيد عن سعيد بن المسيب عن عائشة أن رسول الله ﷺ كان في نفر من المهاجرين والأنصار فجاء بعير فسجد له فقال أصحابه: يا رسول الله تسجد لك البهائم والشجر، فنحن أحق أن نسجد لك، فقال:
اعبدوا ربكم وأكرموا أخاكم، ولو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها، ولو أمرها أن تنقل من جبل أصفر إلى جبل أسود ومن جبل أسود إلى جبل أبيض كان ينبغي