للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأعمالها في سنة إحدى وسبعين، ثم حارب أتسز فقتله، ثم تحارب هو وأخوه بركيارق ببلاد الري، فكسره أخوه وقتل هو في المعركة، وتملك ابنه رضوان حلب، وإليه تنسب بنو رضوان بها، وكان ملكه عليها إلى سنة سبع وخمسين وخمسمائة، سمته أمه في عنقود عنب، فقام من بعده ولده تاج الملك بورى أربع سنين، ثم ابنه الآخر شمس الملك إسماعيل ثلاث سنين، ثم قتلته أمه أيضا، وهي زمرد خاتون بنت جاولى، وأجلست أخاه شهاب الدين محمود بن بورى، فمكث أربع سنين، ثم ملك أخوه محمد بن بورى طغركين سنة، ثم تملك مخير الدين أتق من سنة أربع وثلاثين إلى أن انتزع الملك منه نور الدين محمود زنكي كما سيأتي. وكان أتابك العساكر بدمشق أيام أتق معين الدين، الّذي تنسب إليه المعينية بالغور، والمدرسة المعينية بدمشق.

[رزق الله بن عبد الوهاب]

ابن عبد العزيز أبو محمد التميمي أحد أئمة القراء والفقهاء على مذهب أحمد، وأئمة الحديث، وكان له مجلس للوعظ، وحلقة للفتوى بجامع المنصور، ثم بجامع القصر، وكان حسن الشكل محبّبا إلى العامة له شعر حسن، وكان كثير العبادة، فصيح العبارة، حسن المناظرة.

وقد روى عن آبائه حديثا مسلسلا عن على بن أبى طالب أنه قال: هتف العلم بالعمل فان أجابه وإلا ارتحل. وقد كان ذا وجاهة عند الخليفة، يفد في مهام الرسائل إلى السلطان. توفى يوم الثلاثاء النصف من جمادى الأولى من هذه السنة، عن ثمان وثمانين سنة، ودفن بداره بباب المراتب باذن الخليفة، وصلى عليه ابنه أبو الفضل

[أبو يوسف القزويني]

عبد السلام بن محمد بن يوسف بن بندار الشيخ، شيخ المعتزلة، قرأ على عبد الجبار بن أحمد الهمدانيّ، ورحل إلى مصر، وأقام بها أربعين سنة، وحصل كتبا كثيرة، وصنف تفسيرا في سبعمائة مجلد. قال ابن الجوزي: جمع فيه العجب، وتكلم على قوله تعالى ﴿وَاِتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ﴾ في مجلد كامل. وقال ابن عقيل: كان طويل اللسان بالعلم تارة، وبالشعر أخرى، وقد سمع الحديث من أبى عمر بن مهدي وغيره، ومات ببغداد عن ست وتسعين سنة. وما تزوج إلا في آخر عمره.

[أبو شجاع الوزير]

محمد بن الحسين بن عبد الله بن إبراهيم، أبو شجاع، الملقب ظهير الدين، الروذراوريّ الأصل الأهوازي المولد، كان من خيار الوزراء كثير الصدقة والإحسان إلى العلماء والفقهاء، وسمع الحديث من الشيخ أبى إسحاق الشيرازي وغيره، وصنف كتبا، منها كتابه الّذي ذيله على تجارب الأمم. ووزر للخليفة المقتدى وكان يملك ستمائة ألف دينار، فأنفقها في سبيل الخيرات والصدقات، ووقف الوقوف الحسنة، وبنى المشاهد، وأكثر الانعام على الأرامل والأيتام. قال

<<  <  ج: ص:  >  >>