قالوا: وكان صمونا معتزلا للفتن، وكان لا يترك الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يذكر شيئا من خصاله المحمودة، ورأى على بعض الأمراء حلة من حرير فأنكر عليه، فقال: إنما ألبسها من أجل هؤلاء - وأشار إلى عبد الملك بن مروان أمير المؤمنين - فقال له ابن محيريز: لا تعدل بخوفك من الله خوف أحد من المخلوقين. وقال الأوزاعي: من كان مقتديا فليقتد بمثله، فان الله لا يضل أمة فيها مثله. قال بعضهم: توفى أيام الوليد، وقال خليفة بن خياط: توفى أيام عمر بن عبد العزيز، وذكر الذهبي في الأعلام أنه توفى في هذا العام، والله سبحانه أعلم.
دخل ابن محيريز مرة حانوت بزاز ليشترى منه ثوبا فرفع في السوم، فقال له جاره: ويحك هذا ابن محيريز ضع له، فأخذ ابن محيريز بيد غلامه وقال: اذهب بنا، إنما جئت لنشترى بأموالنا لا بأدياننا، فذهب وتركه.
[محمود بن لبيد بن عقبة]
أبو نعيم الأنصاري الأشهلي ولد في حياة النبي ﷺ، وروى عنه أحاديث لكن حكمها حكم الإرسال. وقال البخاري: له صحبة. وقال ابن عبد البر: هو أحسن من محمود بن الربيع. قيل إنه توفى سنة ست وقيل سبع وتسعين، وذكر الذهبي في الأعلام أنه توفى في هذا العام والله أعلم باليقين
[نافع بن جبير بن مطعم]
ابن عدي بن نوفل القرشي النوفلي المدني، روى عن أبيه وعثمان وعلى والعباس وأبى هريرة وعائشة وغيرهم، وروى عنه جماعة من التابعين وغيرهم، وكان ثقة عابدا يحج ماشيا ومركوبة يقاد معه، قال غير واحد: توفى سنة تسع وتسعين بالمدينة.
[كريب بن مسلم]
مولى ابن عباس، روى عن جماعة من الصحابة وغيرهم، وكان عنده حمل كتب، وكان من الثقات المشهورين بالخير والديانة.
[محمد بن جبير بن مطعم]
كان من علماء قريش وأشرافها، وله روايات كثيرة، وكان يعقل مجة مجها النبي ﷺ في وجهه وعمره أربع سنين، توفى وعمره ثلاث وتسعون سنة بالمدينة.
[مسلم بن يسار]
أبو عبد الله البصري، الفقيه الزاهد، له روايات كثيرة، كان لا يفضل عليه أحد في زمانه، وكان عابدا ورعا زاهدا كثير الصلاة كثير الخشوع، وقيل إنه وقع في داره حريق فأطفئوه وهو في الصلاة لم يشعر به، وله مناقب كثيرة ﵀. قلت: وانهدمت مرة ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدتها، وإنه لفي المسجد في صلاته فما التفت. وقال ابنه: رأيته ساجدا وهو يقول: متى ألقاك