للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعه قربة فقال له رسول الله : أتبيعنيها؟ قال: هي لك يا رسول الله، فأطلقها رسول الله * قال زيد بن أرقم: فأنا والله رأيتها تسبح في البرية. وهي تقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله * ورواه أبو نعيم: ثنا أبو على محمد بن أحمد بن الحسن بن مطر، ثنا بشر بن موسى فذكره * قلت: وفي بعضه نكارة والله أعلم * وقد ذكرنا في باب تكثيره اللبن حديث تلك الشاة التي جاءت وهي في البرية،

فأمر رسول الله الحسن بن سعيد مولى أبى بكر أن يحلبها فحلبها، وأمره أن يحفظها فذهبت وهو لا يشعر، فقال رسول الله : ذهب بها الّذي جاء بها * وهو مروى من طريقين عن صحابيين كما تقدم والله أعلم.

[حديث الضب على ما فيه من النكارة والغرابة]

قال البيهقي: أنا أبو منصور أحمد بن على الدامغانيّ من ساكني قرية نامين من ناحية بيهق - قراءة عليه من أصل كتابه - ثنا أبو أحمد عبد الله بن عدي الحافظ - في شعبان سنة اثنتين وثلاثمائة - ثنا محمد بن الوليد السلمي، ثنا محمد بن عبد الأعلى، ثنا معمر بن سليمان، ثنا كهمس، عن داود بن أبى هند، عن عامر بن عمر، عن عمر بن الخطاب، أن رسول الله كان في محفل من أصحابه إذ جاء أعرابى من بنى سليم قد صاد ضبا وجعله في كمه ليذهب به إلى رحله فيشويه ويأكله، فلما رأى الجماعة قال: ما هذا؟ قالوا: هذا الّذي يذكر أنه نبي، فجاء فشق الناس فقال: واللات والعزى ما شملت السماء على ذي لهجة أبغض إلي منك، ولا أمقت منك، ولولا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فسررت بقتلك الأسود والأحمر والأبيض وغيرهم. فقال عمر بن الخطاب: يا رسول الله، دعني فأقوم فأقتله. قال: يا عمر أما علمت أن الحليم كاد أن يكون نبيا؟ ثم أقبل على الأعرابي وقال: ما حملك على أن قلت ما قلت وقلت غير الحق ولم تكرمني في مجلسى؟ فقال: وتكلمني أيضا؟ - استخفافا برسول الله واللات والعزى لا آمنت بك أويؤمن بك هذا الضب - وأخرج الضب من كمه وطرحه بين يدي رسول الله فقال رسول الله :

يا ضب، فأجابه الضب بلسان عربي مبين يسمعه القوم جميعا: لبيك وسعديك يا زين من وافى القيامة قال: من تعبد يا ضب؟ قال: الّذي في السماء عرشه، وفي الأرض سلطانه، وفي البحر سبيله، وفي الجنة رحمته، وفي النار عقابه، قال: فمن أنا يا ضب؟ فقال: رسول رب العالمين وخاتم النبيين، وقد أفلح من صدقك، وقد خاب من كذبك، فقال الأعرابي والله لا أتبع أثرا بعد عين، والله لقد جئتك وما على ظهر الأرض أبغض إليّ منك، وإنك اليوم أحب إليّ من والدي ومن عيني ومنى، وإني لأحبك بداخلى وخارجي، وسرى وعلانيتي، وأشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقال رسول الله: الحمد لله الّذي هداك بى، إن هذا الدين يعلو ولا يعلى ولا يقبل إلا بصلاة، ولا تقبل

<<  <  ج: ص:  >  >>