للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أم سلمة زوج النبي قالت: بينا رسول الله في حجر من الأرض إذا هاتف يهتف:

يا رسول الله، يا رسول الله، قال فالتفت فلم أر أحدا، قال: فمشيت غير بعيد فإذا الهاتف: يا رسول الله، يا رسول الله، قال: فالتفت فلم أر أحدا، وإذا الهاتف يهتف بى، فاتبعت الصوت وهجمت على ظبية مشدودة في وثاق، وإذا أعرابى منجدل في شملة نائم في الشمس، فقالت الظبية: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي صادني قبل، ولى خشفان في هذا الجبل، فان رأيت أن تطلقني حتى أرضعهما ثم أعود إلى وثاقي؟ قال: وتفعلين؟ قالت: عذبني الله عذاب العشار إن لم أفعل، فأطلقها رسول الله .

فمضت فأرضعت الخشفين وجاءت، قال: فبينا رسول الله يوثقها إذ انتبه الأعرابي، فقال: بأبي أنت وأمى يا رسول الله، إني أصبتها قبيلا. فلك فيها من حاجة؟ قال: قلت: نعم، قال: هي لك، فأطلقها فخرجت تعدو في الصحراء فرحا وهي تضرب برجليها في الأرض وتقول: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله * قال أبو نعيم: وقد رواه آدم بن أبى إياس فقال: حدثني حبي الصدوق، نوح ابن الهيثم، عن حبان بن أغلب، عن أبيه، عن هشام بن حبان ولم يجاوزه به، [وقد رواه أبو محمد عبد الله بن حامد الفقيه في كتابه دلائل النبوة من حديث إبراهيم بن مهدي عن ابن أغلب بن تميم عن أبيه عن هشام بن حبان عن الحسن بن ضبة بن أبى سلمة به] *

وقال الحافظ أبو بكر البيهقي:

أنبأنى أبو عبد الله الحافظ - إجازة - أنا أبو جعفر محمد بن على بن دحيم الشيباني: ثنا أحمد بن حازم ابن أبى عروة الغفاريّ، ثنا على بن قادم، ثنا أبو العلاء خالد بن طهمان، عن عطية عن أبى سعيد قال: مر النبي بظبية مربوطة إلى خباء فقالت: يا رسول الله خلنى حتى أذهب فأرضع خشفىّ ثم أرجع فتر بطني، فقال رسول الله : صيد قوم وربيطة قوم، قال: فأخذ عليها فحلفت له، قال: فحلها، فما مكثت إلا قليلا حتى جاءت وقد نفضت ما في ضرعها، فربطها رسول الله ثم أتى خباء أصحابها، فاستوهبها منهم فوهبوها له فحلها، ثم قال رسول الله لو تعلم البهائم من الموت ما تعلمون، ما أكلتم منها سمينا أبدا * قال البيهقي: وروى من وجه آخر ضعيف:

أخبرنا أبو بكر أحمد بن الحسن القاضي، أنا أبو على حامد بن محمد الهروي، ثنا بشر بن موسى، ثنا أبو حفص عمر بن على، ثنا يعلى بن إبراهيم الغزالي، ثنا الهيثم بن حماد عن أبى كثير عن يزيد بن أرقم قال:

كنت مع النبي في بعض سكك المدينة، قال: فمررنا بخباء أعرابى فإذا ظبية مشدودة إلى الخباء فقالت: يا رسول الله، إن هذا الأعرابي اصطادنى، وإن لي خشفين في البرية، وقد تعقد اللبن في أخلافى، فلا هو يذبحنى فأستريح، ولا هو يدعني فأرجع إلى خشفي في البرية. فقال لها رسول الله : إن تركتك ترجعين؟ قالت: نعم وإلا عذبني الله عذاب العشار، قال: فأطلقها رسول الله فلم تلبث أن جاءت تلمض، فشدها رسول الله إلى الخباء، وأقبل الأعرابي

<<  <  ج: ص:  >  >>