للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن عساكر شيخ إقليمه، فما استحسنه ابن الجوزي قوله:

عزيزا سبى مَنْ دَاؤُهُ الْحَدَقُ النُّجْلُ ... عَيَاءٌ بِهِ مَاتَ الْمُحِبُّونَ مِنْ قَبْلُ

فَمَنْ شَاءَ فَلْيَنْظُرْ إِلَيَّ فَمَنْظَرِي ... نَذِيرٌ إِلَى مَنْ ظَنَّ أَنَّ الْهَوَى سَهْلُ

جَرَى حُبُّهَا مَجْرَى دَمِي فِي مَفَاصِلِي ... فَأَصْبَحَ لِي عَنْ كُلِّ شُغْلٍ بِهَا شُغْلُ

وَمِنْ جَسَدِي لَمْ يَتْرُكِ السُّقْمُ شَعْرَةً ... فَمَا فوقها إلا وفى لَهُ فِعْلُ

كَأَنَّ رَقِيبًا مِنْكَ سَدَّ مَسَامِعِي ... عَنِ الْعَذْلِ حَتَّى لَيْسَ يَدْخُلُهَا الْعَذْلُ

كَأَنَّ سُهَادَ اللَّيْلِ يَعْشَقُ مُقْلَتِي ... فَبَيْنَهُمَا فِي كُلِّ هَجْرٍ لَنَا وَصْلُ

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:

كَشَفَتْ ثَلَاثَ ذَوَائِبٍ مِنْ شَعْرِهَا ... فِي لَيْلَةٍ فَأَرَتْ لَيَالِيَ أَرْبَعَا

وَاسْتَقْبَلَتْ قَمَرَ السَّمَاءِ بِوَجْهِهَا ... فَأَرَتْنِيَ الْقَمَرَيْنِ فِي وَقْتٍ مَعَا

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:

مَا نَالَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ كُلُّهُمْ ... شِعْرِي وَلَا سَمِعَتْ بِسِحْرِيَ بَابِلُ

وَإِذَا أَتَتْكَ مَذَمَّتِي مِنْ ناقص ... فهي الشهادة لي بأنى كامل

مَنْ لِي بِفَهْمِ أُهِيلِ عَصْرٍ يَدَّعِي ... أَنْ يَحْسُبَ الْهِنْدِيَّ مِنْهُمْ بَاقِلُ

وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ:

وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى ... عدوا له ما من صداقته بد

وله

وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا ... تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأجسام

وله

ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت ... على عينيه يرى صدقها كذبا

وله

خُذْ مَا تَرَاهُ وَدَعْ شَيْئًا سَمِعْتَ بِهِ ... فِي طَلْعَةِ الشَّمْسِ مَا يُغْنِيكَ عَنْ زُحَلِ

وله في مدح بعض الملوك:

تمضى الكواكب وَالْأَبْصَارُ شَاخِصَةٌ ... مِنْهَا إِلَى الْمَلِكِ الْمَيْمُونِ طَائِرُهُ

قد حزن في بشرفى، تَاجِهِ قَمَرُ ... فِي دِرْعِهِ أَسَدٌ تَدْمَى أَظَافِرُهُ

حُلْوٍ خَلَائِقُهُ شُوسٍ حَقَائِقُهُ ... يُحْصَى الْحَصَى قَبْلَ أَنْ تُحْصَى مَآثِرُهُ

وَمِنْهَا قَوْلُهُ:

يَا مَنْ أَلُوذُ بِهِ فِيمَا أُؤَمِّلُهُ ... وَمَنْ أَعُوذُ بِهِ مِمَّا أُحَاذِرُهُ

لَا يَجْبُرُ النَّاسُ عَظْمًا أَنْتَ كَاسَرُهُ ... وَلَا يَهِيضُونَ عَظْمًا أَنْتَ جَابِرُهُ

وَقَدْ بلغني عن شيخنا العلامة شيخ الإسلام أَحْمَدَ بْنِ تَيْمِيَّةَ رَحِمَهُ اللَّهُ أَنَّهُ كَانَ ينكر على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه وتعالى. وَأَخْبَرَنِي الْعَلَّامَةُ شَمْسُ

<<  <  ج: ص:  >  >>