خلف الأنصاري الزملكانى، وقد درس بعد أبيه المذكور بالأمينية، وكانت وفاة والده هذا ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من ربيع الآخر بالأمينية، ودفن بمقابر الصوفية عند والده الأمير الكبير بدر الدين على بن عبد الله الناصري، ناظر الرباط بالصالحية، عن وصية أستاذه، وهو الّذي ولى الشيخ شرف الفزاري مشيخة الرباط بعد ابن الشريشى جمال الدين، وقد دفن بالتربة الكبيرة داخل الرباط المذكور.
[الشيخ الامام أبو حفص عمر بن يحيى بن عمر الكرخي]
صهر الشيخ تقى الدين بن الصلاح، وأحد تلاميذه، ولد سنة تسع وتسعين وخمسمائة، ومات يوم الأربعاء ثانى ربيع الآخر من هذه السنة، ودفن إلى جانب ابن الصلاح.
[الملك العادل بدر الدين سلامش بن الظاهر]
الّذي كان قد بويع بالملك بعد أخيه الملك السعيد، وجعل الملك المنصور قلاوون أتابكه، ثم استقل قلاوون بالملك، وأرسلهم إلى الكرك ثم أعادهم إلى القاهرة ثم سفرهم الأشرف خليل في أول دولته إلى بلاد الاشكرى من ناحية اصطنبول، فمات سلامش هناك وبقي أخوه نجم الدين خضر وأهلوهم بتلك الناحية، وقد كان سلامش من أحسن الناس شكلا وأبهاهم منظرا، وقد افتتن به خلق كثير، واللوطية الذين يحبون المردان، وشبب به الشعراء وكان عاقلا رئيسا مهيبا وقورا
[العفيف التلمساني]
أبو الربيع سليمان بن على بن عبد الله بن على بن يس العابدي الكومي ثم التلمساني الشاعر المتقن المتفنن في علوم منها النحو والأدب والفقه والأصول، وله في ذلك مصنفات، وله شرح مواقف النفر وشرح أسماء الله الحسنى، وله ديوان مشهور، ولولده محمد ديوان آخر، وقد نسب هذا الرجل إلى عظائم في الأقوال والاعتقاد في الحلول والاتحاد والزندقة والكفر المحض، وشهرته تغني عن الاطناب في ترجمته، توفى يوم الأربعاء خامس رجب ودفن بالصوفية، ويذكر عنه أنه عمل أربعين خلوة كل خلوة أربعين يوما متتابعة فالله أعلم.
[ثم دخلت سنة إحدى وتسعين وستمائة]
فيها فتحت قلعة الروم وسلطان البلاد من دنقلة إلى مصر إلى أقصى بلاد الشام بكماله وسواحله بلاد حلب وغير ذلك الملك الأشرف صلاح الدين خليل بن الملك المنصور قلاوون، ووزيره شمس الدين بن السلعوس، وقضاته بالشام ومصرهم المذكورون في التي قبلها، ونائب مصر بدر الدين بندار ونائب الشام علم الدين سنجر الشجاعي، وسلطان التتر بيدار بن أرغون بن أبغا، والعمارة في الطارمة وفي دور السلطانية بالقلعة. وفي عشرين المحرم وقع حريق عظيم بقلعة الجبل ببعض