يفنى البخيل بجمع المال مدته … وللحوادث والوراث ما يدع
كدودة القز ما تبنيه يخنقها … وغيرها بالذي تبنيه ينتفع
[يوسف بن الحسن]
ابن محمد بن الحسن، أبو القاسم العسكري، من أهل خراسان من مدينة زنجان، ولد سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، وتفقه على أبى إسحاق الشيرازي، وكان من أكبر تلاميذه، وكان عابدا ورعا خاشعا، كثير البكاء عند الذكر، مقبلا على العبادة، مات وقد قارب الثمانين.
[ثم دخلت سنة أربع وسبعين وأربعمائة]
فيها ولى أبو كامل منصور بن نور الدولة دبيس ما كان يليه أبوه من الأعمال، وخلع عليه السلطان والخليفة. وفيها ملك شرف الدولة مسلم بن قريش حران، وصالح صاحب الرهاء. وفيها فتح تتش بن ألب أرسلان صاحب دمشق مدينة انطرطوس. وفيها أرسل الخليفة ابن جهير إلى السلطان ملك شاه يتزوج ابنته فأجابت أمها بذلك، بشرط أن لا يكون له زوجة ولا سرية سواها، وأن يكون سبعة أيام عندها، فوقع الشرط على ذلك.
[وفيها توفى من الأعيان.]
[داود بن السلطان بن ملك شاه]
فوجد عليه أبوه وجدا كثيرا، بحيث إنه كاد أو همّ أن يقتل نفسه، فمنعه الأمراء من ذلك، وانتقل عن ذلك البلد وأمر النساء بالنوح عليه. ولما وصل الخبر لبغداد جلس وزير الخليفة للعزاء.
[القاضي أبو الوليد الباجي]
سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب التجيبي الأندلسى الباجي الفقيه المالكي، أحد الحفاظ المكثرين في الفقه والحديث، سمع الحديث ورحل فيه إلى بلاد المشرق سنة ست وعشرين وأربعمائة، فسمع هناك الكثير، واجتمع بأئمة ذلك الوقت، كالقاضي أبى الطيب الطبري، وأبى إسحاق الشيرازي، وجاور بمكة ثلاث سنين مع الشيخ أبى ذر الهروي، وأقام ببغداد ثلاث سنين، وبالموصل سنة عند أبى جعفر السمناني قاضيها، فأخذ عنه الفقه والأصول، وسمع الخطيب البغدادي وسمع منه الخطيب أيضا، وروى عنه هذين البيتين الحسنين.
إذا كنت أعلم علما يقينا … بأن جميع حياتي كساعة
فلم لا أكون كضيف بها … وأجعلها في صلاح وطاعة
ثم عاد إلى بلده بعد ثلاث عشرة سنة، وتولى القضاء هناك، ويقال إنه تولى قضاء حلب أيضا، قاله ابن خلكان. قال: وله مصنفات عديدة منها المنتقى في شرح الموطأ، وإحكام الفصول في أحكام الأصول، والجرح والتعديل، وغير ذلك، وكان مولده سنة ثلاث وأربعمائة، وتوفى ليلة الخميس بين