من آخر الليل فقال يا أهل القليب هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فانى قد وجدت ما وعدني ربى حقا وقال لهم فيما قال بئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم كذبتموني وصدقنى الناس وأخرجتمونى وآوانى الناس وقاتلتموني ونصرني الناس فبئس عشيرة النبي كنتم لنبيكم فقال له عمر يا رسول الله تخاطب أقواما قد جيفوا فقال (والّذي نفسي بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يجيبون). وسيأتي بيانه في موضعه ان شاء الله * ويقال إن صالحا ﵇ انتقل الى حرم الله فأقام به حتى مات *
قال الامام احمد حدثنا وكيع حدثنا زمعة بن صالح عن سلمة بن وهرام عن عكرمة عن ابن عباس قال لما مر النبي ﷺ بوادي عسفان حين حج قال يا أبا بكر أي واد هذا. قال وادي عسفان قال لقد مر به هود وصالح ﵉ على بكرات خطمها الليف ازرهم العباء وأرديتهم النمار يلبون يحجون البيت العتيق * اسناد حسن * وقد تقدم في قصة نوح ﵇ من رواية الطبراني وفيه نوح وهود وإبراهيم
[ذكر مرور النبي ﷺ بوادي الحجر من ارض ثمود عام تبوك]
قال الامام أحمد حدثنا عبد الصمد حدثنا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر قال لما نزل رسول الله ﷺ بالناس على تبوك نزل بهم الحجر عند بيوت ثمود فاستقى الناس من الآبار التي كانت تشرب منها ثمود فعجنوا منها ونصبوا القدور فأمرهم رسول الله فأهراقوا القدور وعلفوا العجين الإبل ثم ارتحل بهم حتى نزل بهم على البئر التي كانت تشرب منها الناقة ونهاهم أن يدخلوا على القوم الذين عذبوا إني أخشى أن يصيبكم مثل ما أصابهم فلا تدخلوا عليهم *
وقال أحمد أيضا حدثنا عفان حدثنا عبد العزيز بن مسلم حدثنا عبد الله بن دينار عن عبد الله بن عمر قال قال رسول الله ﷺ وهو بالحجر لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فان لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم أن يصيبكم مثل ما أصابهم * أخرجاه في الصحيحين من غير وجه * وفي بعض الروايات انه ﵇ لما مر بمنازلهم قنع رأسه وأسرع راحلته ونهى عن دخول منازلهم الا أن تكونوا باكين وفي رواية فان لم تبكوا فتباكوا خشية أن يصيبكم مثل ما أصابهم * صلوات الله وسلامه عليه *
وقال الامام احمد حدثنا يزيد بن هارون حدثنا المسعودي عن إسماعيل بن أوسط عن محمد بن ابى كبشة الأنباري عن أبيه واسمه عمرو بن سعد ويقال عامر بن سعد ﵁ قال لما كان في غزوة تبوك فسارع الناس الى أهل الحجر يدخلون عليهم فبلغ ذلك رسول الله ﷺ فنادى في الناس الصلاة جامعة قال فأتيت النبي ﷺ وهو ممسك بعيره وهو يقول ما تدخلون على قوم غضب الله عليهم فناداه رجل نعجب منهم يا رسول الله قال أفلا أنبئكم بأعجب من ذلك رجل من أنفسكم ينبئكم بما كان