للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ أَلا بُعْداً لِثَمُودَ). أي نادى عليهم لسان القدر بهذا *

قال الامام أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر حدثنا عبد الله بن عثمان بن خيثم عن أبى الزبير عن جابر قال لما مر رسول الله بالحجر قال لا تسألوا الآيات فقد سألها قوم صالح فكانت يعنى الناقة ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج (فعتوا عن أمر ربهم فعقروها). وكانت تشرب ماءهم يوما ويشربون لبنها يوما فعقروها فأخذتهم صيحة أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلا واحدا كان في حرم الله. فقالوا من هو يا رسول الله قال هو أبو رغال. فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه.

وهذا الحديث على شرط مسلم وليس هو في شيء من الكتب الستة والله أعلم * وقد

قال عبد الرزاق أيضا قال معمر أخبرنى إسماعيل بن أمية أن النبي مر بقبر أبى رغال فقال أتدرون من هذا قالوا الله ورسوله أعلم. قال هذا قبر أبى رغال رجل من ثمود كان في حرم الله فمنعه حرم الله عذاب الله. فلما خرج أصابه ما أصاب قومه فدفن هاهنا ودفن معه غصن من ذهب فنزل القوم فابتدروه بأسيافهم فبحثوا عنه فاستخرجوا الغصن * قال عبد الرزاق قال معمر قال الزهري أبو رغال أبو ثقيف * هذا مرسل من هذا الوجه * وقد جاء من وجه آخر متصلا كما

ذكره محمد بن إسحاق في السيرة عن إسماعيل بن أمية عن بجير بن أبى بجير سمعت عبد الله بن عمرو سمعت رسول الله يقول حين خرجنا معه الى الطائف فمررنا بقبر فقال إن هذا قبر أبى رغال. وهو أبو ثقيف. وكان من ثمود وكان بهذا الحرم يدفع عنه فلما خرج منه أصابته النقمة التي أصابت قومه بهذا المكان فدفن فيه وآية ذلك أنه دفن معه غصن من ذهب - إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه معه. فابتدره الناس فاستخرجوا منه الغصن * وهكذا رواه أبو داود من طريق محمد بن إسحاق به * قال شيخنا الحافظ أبو الحجاج المزي هذا حديث حسن عزيز. قلت تفرد به بجير بن أبى بجير هذا ولا يعرف إلا بهذا الحديث ولم يرو عنه سوى إسماعيل ابن أمية * قال شيخنا فيحتمل أنه وهم في رفعه وإنما يكون من كلام عبد الله بن عمرو من زاملته والله أعلم قلت لكن في المرسل الّذي قبله وفي حديث جابر أيضا شاهد له * والله أعلم. وقوله تعالى ﴿فَتَوَلّى عَنْهُمْ وَقالَ يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِينَ﴾ إخبار عن صالح أنه خاطب قومه بعد هلاكهم وقد أخذ في الذهاب عن محلتهم الى غيرها قائلا لهم ﴿يا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ﴾ أي جهدت في هدايتكم بكل ما أمكننى وحرصت على ذلك بقولي وفعلى ونيتي ﴿وَلكِنْ لا تُحِبُّونَ النّاصِحِينَ﴾ أي لم تكن سجاياكم تقبل الحق ولا تريده فلهذا صرتم الى ما أنتم فيه من العذاب الأليم المستمر بكم المتصل الى الأبد وليس لي فيكم حيلة ولا لي بالدفع عنكم يدان والّذي وجب على من أداء الرسالة والنصح لكم قد فعلته وبذلته لكم ولكن الله يفعل ما يريد وهكذا

خاطب النبي أهل قليب بدر بعد ثلاث ليال وقف عليهم وقد ركب راحلته وأمر بالرحيل

<<  <  ج: ص:  >  >>