للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اللفظ لا ينافي الزيادة على الثمانين. والله أعلم لما سيأتي من الحديث عند ذكر وفاته

عن أبى هريرة عن رسول الله أنه قال اختتن إبراهيم وهو ابن مائة وعشرين سنة وعاش بعد ذلك ثمانين سنة. رواه ابن حبان في صحيحه. وليس في هذا السياق ذكر قصة الذبيح وانه إسماعيل ولم يذكر في قدمات إبراهيم الا ثلاث مرات أولاهن بعد أن تزوج إسماعيل بعد موت هاجر وكيف تركهم من حين صغر الولد على ما ذكر الى حين تزويجه لا ينظر في حالهم. وقد ذكر أن الأرض كانت تطوى له وقيل إنه كان يركب البراق إذا سار اليهم فكيف يتخلف عن مطالعة حالهم وهم في غاية الضرورة الشديدة والحاجة الأكيدة * وكان بعض هذا السياق متلقى من الإسرائيليات ومطرز بشيء من المرفوعات ولم يذكر فيه قصة الذبيح وقد دللنا على ان الذبيح هو إسماعيل على الصحيح في سورة الصافات

[قصة الذبيح]

قال الله تعالى ﴿وَقالَ إِنِّي ذاهِبٌ إِلى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصّالِحِينَ * فَبَشَّرْناهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ * فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أَبَتِ اِفْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللهُ مِنَ الصّابِرِينَ * فَلَمّا أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنادَيْناهُ أَنْ يا إِبْراهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيا إِنّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هذا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ * وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ * سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ * كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ * وَبَشَّرْناهُ بِإِسْحاقَ نَبِيًّا مِنَ الصّالِحِينَ * وَبارَكْنا عَلَيْهِ وَعَلى إِسْحاقَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِما مُحْسِنٌ وَظالِمٌ لِنَفْسِهِ مُبِينٌ﴾. يذكر تعالى عن خليله إبراهيم أنه لما هاجر من بلاد قومه سأل ربه ان يهب له ولدا صالحا فبشره الله تعالى بغلام حليم وهو إسماعيل لانه أول من ولد له على رأس ست وثمانين سنة من عمر الخليل. وهذا ما لا خلاف فيه بين أهل الملل لأنه أول ولده وبكرة وقوله ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ أي شب وصار يسعى في مصالحه كأبيه قال مجاهد ﴿فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ﴾ أي شب وارتحل وأطاق ما يفعله أبوه من السعي والعمل. فلما كان هذا رئي إبراهيم في المنام أنه يؤمر بذبح ولده * هذا. وفي الحديث عن ابن عباس مرفوعا رؤيا الأنبياء وحي * قاله عبيد ابن عمير أيضا وهذا اختبار من الله ﷿ لخليله في أن يذبح هذا الولد العزيز الّذي جاءه على كبر وقد طعن في السن بعد ما أمر بان يسكنه هو وأمه في بلاد قفر وواد ليس به حسيس ولا أنيس ولا زرع ولا ضرع فامتثل أمر الله في ذلك وتركهما هناك ثقة بالله وتوكلا عليه فجعل الله لهما فرجا ومخرجا ورزقهما من حيث لا يحتسبان. ثم لما أمر بعد هذا كله بذبح ولده هذا الّذي قد أفرده عن امر ربه وهو بكرة ووحيده الّذي ليس له غيره أجاب ربه وامتثل أمره وسارع الى طاعته ثم عرض ذلك على ولده ليكون أطيب لقلبه وأهون عليه من أن يأخذه قسرا ويذبحه قهرا ﴿قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ﴾

<<  <  ج: ص:  >  >>