للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن قتادة عن أنس بن مالك عن زيد بن ثابت قال: نظر رسول الله قبل اليمن فقال: اللهمّ أقبل بقلوبهم، ثم نظر قبل الشام فقال: اللهمّ أقبل بقلوبهم، ثم نظر قبل العراق فقال: اللهمّ أقبل بقلوبهم، وبارك لنا في صاعنا ومدنا * وهكذا وقع الأمر، أسلّم أهل اليمن قبل أهل الشام، ثم كان الخير والبركة قبل العراق، ووعد أهل الشام بالدوام على الهداية والقيام بنصرة الدين إلى آخر الأمر * وروى أحمد في مسندة: لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام، ويتحول شرار أهل الشام إلى العراق.

[فصل]

وروى مسلّم عن أبى بكر بن أبى شيبة عن زيد بن الحباب عن عكرمة بن عمار: حدثني إياس ابن سلمة بن الأكوع أن أباه حدثه أن رجلا أكل عند رسول الله بشماله، فقال له: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، ما يمنعه إلا الكبر، قال: فما رفعها إلى فيه *

وقد رواه أبو داود الطيالسي عن عكرمة عن إياس عن أبيه قال: أبصر رسول الله بشر بن راعى العير وهو يأكل بشماله فقال: كل بيمينك، قال: لا أستطيع، قال: لا استطعت، قال: فما وصلت يده إلى فيه بعد *

وثبت في صحيح مسلّم من حديث شعبة عن أبى حمزة عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان فجاء رسول الله فاختبأت منه، فجاءني فحطاني حطوة أو حطوتين وأرسلنى إلى معاوية في حاجة، فأتيته وهو يأكل، فقلت: أتيته وهو يأكل، فأرسلنى الثانية فأتيته وهو يأكل، فقلت: أتيته وهو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه *

وقد روى البيهقي عن الحاكم عن على بن حماد عن هشام ابن على عن موسى بن إسماعيل: حدثني أبو عوانة عن أبى حمزة: سمعت ابن عباس قال: كنت ألعب مع الغلمان فإذا رسول الله قد جاء فقلت: ما جاء إلا إلى، فذهبت فاختبأت على باب، فجاء فحطاني خطوة وقال: اذهب فادع لي معاوية - وكان يكتب (١) الوحي - قال: فذهبت فدعوته له فقيل: إنه يأكل، فأتيت رسول الله فقلت: إنه يأكل، فقال: اذهب فادعه لي، فأتيته الثانية، فقيل إنه يأكل، فأتيت رسول الله فأخبرته فقال في الثانية: لا أشبع الله بطنه (٢)، قال: فما شبع بعدها، قلت: وقد كان معاوية لا يشبع بعدها، ووافقته هذه الدعوة في أيام إمارته، فيقال:

إنه كان يأكل في اليوم سبع مرات طعاما بلحم، وكان يقول: والله لا أشبع وإنما أعيى * وقدمنا في غزوة تبوك أنه مرّ بين أيديهم وهم يصلون غلام فدعا عليه فأقعد فلم يقم بعدها * وجاء من طرق أوردها البيهقي أن رجلا حاكى النبي في كلام واختلج بوجهه، فقال رسول الله : كن كذلك، فلم


(١) في التيمورية «يثبت».
(٢) في التيمورية «لا أشبعه الله».

<<  <  ج: ص:  >  >>