للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشافعيّ إلى بعض القلاع. وفيها ولد الناصر لدين الله أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله، وفيها خرج المقتفى نحو الأنبار متصيدا وعبر الفرات وزار الحسين ومضى إلى واسط وعاد إلى بغداد، ولم يكن معه الوزير. وحج بالناس فيها قيماز الأرجواني. وفيها كسر جيش مصر الفرنج بأرض عسقلان كسر وهم كسرة فجيعة صحبة الملك صالح أبو الغارات، فارس الدين طلائع بن رزيك، وامتدحه الشعراء. وفيها قدم الملك نور الدين من حلب إلى دمشق وقد شفى من المرض ففرح به المسلمون، وخرج إلى قتال الفرنج، فانهزم جيشه وبقي هو في شرذمة قليلة من أصحابه في نحر العدو، فرموهم بالسهام الكثيرة، ثم خاف الفرنج أن يكون وقوفه في هذه الشرذمة القليلة خديعة لمجيء كمين إليهم، ففروا منهزمين ولله الحمد.

[وممن توفى فيها من الأعيان]

[عبد الأول بن عيسى]

ابن شعيب بن إبراهيم بن إسحاق، أبو الوقت السجزى الصوفي الهروي، راوي البخاري ومسند الدارميّ، والمنتخب من مسند عبد بن حميد، قدم بغداد فسمع عليه الناس هذه الكتب، وكان من خيار المشايخ وأحسنهم سمتا وأصبرهم على قراءة الحديث. قال ابن الجوزي: أخبرنى أبو عبد الله محمد بن الحسين التكريتي الصوفي قال أسندته إلى فمات، وكان آخر ما تكلم به أن قال ﴿يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ﴾.

[نصر بن منصور]

ابن الحسين بن أحمد بن عبد الخالق العطار، أبو القاسم الحراني كان كثير المال، يعمل من صدقاته المعروف الكثير من أنواع القربات الحسنة، ويكثر تلاوة القرآن، ويحافظ على الصلوات في الجماعة، ورئيت له منامات صالحة، وقارب الثمانين .

[يحيى بن سلامة]

ابن الحسين أبو الفضل الشافعيّ، الحصكفى نسبة إلى حصن كيفا، كان إماما في علوم كثيرة من الفقه والآداب، ناظما ناثرا، غير أنه كان ينسب إلى الغلو في التشيع، وقد أورد له ابن الجوزي قطعة من نظمه، فمن ذلك قوله في جملة قصيدة له:

تقاسموا يوم الوداع كبدي … فليس لي منذ تولوا كبد

على الجفون رحلوا وفي الحشا … نزلوا وماء عيني وردوا

وأدمعى مسفوحة وكبدي … مقروحة وعلتي ما قد بدوا

وصبوتى دائمة ومقلتي … دامية ونومها مشرد

تيمنى منهم غزال أغيد … يا حبذا ذاك الغزال الأغيد

<<  <  ج: ص:  >  >>