للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَأَوْغَلَ فِيهَا فَقَتَلَ وَغَنِمَ وَسَلِمَ. وَفِيهَا دَخَلَ صديق الفرغاني سامرا فنهب دور النجار بِهَا وَكَرَّ رَاجِعًا، وَقَدْ كَانَ هَذَا الرَّجُلُ ممن يحرس الطرقات فترك ذلك وأقبل يقطع الطرقات، وضعف الجند بسامراء عن مقاومته.

وفيها توفى مِنَ الْأَعْيَانِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى أَبُو إِسْحَاقَ، قَالَ ابْنُ الْجَوْزِيِّ فِي الْمُنْتَظِمِ:

كَانَ حَافِظًا فَاضِلًا، رَوَى عَنْ حَرْمَلَةَ وَغَيْرِهِ، تُوُفِّيَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْ هَذِهِ السَّنَةِ. إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ زِيَادٍ أَبُو يَعْقُوبَ المقري تُوُفِّيَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ مِنْهَا. أَيُّوبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الصُّغْدِيُّ يَرْوِي عَنْ آدَمَ بن إياس، وعن ابْنُ صَاعِدٍ وَابْنُ السَّمَاكِ، وَكَانَ ثِقَةً تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ مِنْهَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمِ بْنِ حسان بن على البزار، يروى عن عفان وأبى النَّضْرِ وَيَزِيدَ بْنَ هَارُونَ وَغَيْرَهُمْ، وَعَنْهُ الْمَحَامِلِيُّ وابن مخلد والبخاري، وَكَانَ ثِقَةً. تُوُفِّيَ فِي رَمَضَانَ مِنْهَا عَنْ ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً. خَلَفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عيسى أبو الحسين الواسطي الملقب بكردوس، يروى عَنْ يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ وَغَيْرِهِ، وَعَنْهُ الْمَحَامِلِيُّ وَابْنُ مَخْلَدٍ. قَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: صَدُوقٌ، وقال الدار قطنى ثِقَةٌ. تُوُفِّيَ فِي ذِي الْحِجَّةِ مِنْهَا، وَقَدْ نيف عن الثمانين. عبد الله بن روح بن عبيد الله بن أبى محمد المدائني المعروف بعيد روى، يروى عَنْ شَبَابَةَ وَيَزِيدَ بْنِ هَارُونَ، وَعَنْهُ الْمَحَامِلِيُّ وَابْنُ السَّمَّاكِ وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ، وَكَانَ مِنَ الثقات. توفى في جمادى الآخرة منها. عبد الله بن أبى سعيد أَبُو مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ أَصْلُهُ مِنْ بِلْخَ وَسَكَنَ بغداد، وروى الحديث عن شريح بْنِ يُونُسَ وَعَفَّانَ وَعَلِيِّ بْنِ الْجَعْدِ وَغَيْرِهِمْ، وَعَنْهُ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا وَالْبَغَوِيُّ وَالْمَحَامِلِيُّ وَكَانَ ثِقَةً صَاحِبَ أَخْبَارٍ وَآدَابٍ وَمُلَحٍ، تُوُفِّيَ بِوَاسِطَ فِي جُمَادَى الْآخِرَةِ مِنْهَا عَنْ سَبْعٍ وَسَبْعِينَ سَنَةً.

مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ زِيَادٍ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ، وَقِيلَ أَبُو بَكْرٍ الدُّولَابِيُّ، سَمِعَ أَبَا النَّضْرِ وَأَبَا الْيَمَانِ وَأَبَا مُسْهِرٍ، وَعَنْهُ أبو الحسين الْمُنَادِي وَمُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ وَابْنُ السَّمَّاكِ وَكَانَ ثقة.

ثُمَّ دَخَلَتْ سَنَةُ خَمْسٍ وَسَبْعِينَ وَمِائَتَيْنِ

فِي المحرم منها وقع الخلاف بين أَبِي السَّاجِ وَبَيْنَ خُمَارَوَيْهِ فَاقْتَتَلَا عِنْدَ ثَنِيَّةِ العقاب شرقى دمشق فقهر خمارويه لابن أبى الساج وانهزم، وكانت له حواصل بِحِمْصَ فَبَعَثَ خُمَارَوَيْهِ مَنْ سَبَقَهُ إِلَيْهَا فَأَخَذَهَا وَمَنَعَ مِنْهُ حِمْصَ فَذَهَبَ إِلَى حَلَبٍ فَمَنَعَهُ خُمَارَوَيْهِ فَسَارَ إِلَى الرَّقَّةِ فَاتَّبَعَهُ، فَذَهَبَ إِلَى الْمَوْصِلِ ثُمَّ انْهَزَمَ مِنْهَا خَوْفًا مِنْ خُمَارَوَيْهِ ووصل خمارويه إليها واتخذ بها سريرا طويل القوائم، فكان يَجْلِسُ عَلَيْهِ فِي الْفُرَاتِ، فَعِنْدَ ذَلِكَ طَمِعَ فيه ابن كنداج فسار وراءه ليظفر بِشَيْءٍ فَلَمْ يَقْدِرْ، وَقَدِ الْتَقَيَا فِي بَعْضِ الْأَيَّامِ فَصَبَرَ لَهُ ابْنُ أَبِي السَّاجِ صَبْرًا عظيما، فسلم وانصرف إلى الْمُوَفَّقِ بِبَغْدَادَ فَأَكْرَمَهُ وَخَلَعَ عَلَيْهِ وَاسْتَصْحَبَهُ مَعَهُ إِلَى الْجَبَلِ، وَرَجَعَ إِسْحَاقُ بْنُ كِنْدَاجَ إِلَى ديار بكر من الجزيرة.

وفيها فِي شَوَّالٍ مِنْهَا سَجَنَ أَبُو أَحْمَدَ الْمُوَفَّقُ ولده أَبَا الْعَبَّاسِ الْمُعْتَضِدَ فِي دَارِ الْإِمَارَةِ، وَكَانَ سَبَبَ ذَلِكَ أَنَّهُ أَمَرَهُ بِالْمَسِيرِ إِلَى بَعْضِ الْوُجُوهِ فَامْتَنَعَ أَنْ يَسِيرَ إِلَّا إِلَى الشَّامِ التي ولاه إياها عمه المعتضد،

<<  <  ج: ص:  >  >>