للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[فصل]

المشهور ان عزيرا نبي من أنبياء بنى إسرائيل وانه كان فيما بين داود وسليمان وبين زكريا ويحيى وانه لما لم يبق في بنى إسرائيل من يحفظ التوراة ألهمه الله حفظها فسردها على بنى إسرائيل كما قال وهب بن منبه أمر الله ملكا فنزل بمغرفة من نور فقذفها في عزير فنسخ التوراة حرفا بحرف حتى فرغ منها. وروى ابن عساكر عن ابن عباس انه سال عبد الله بن سلام عن قول الله تعالى ﴿وَقالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ اِبْنُ اللهِ﴾ لم قالوا ذلك فذكر له ابن سلام ما كان من كتبه لبني إسرائيل التوراة من حفظه وقول بنى إسرائيل لم يستطع موسى أن يأتينا بالتوراة الا في كتاب وان عزيرا قد جاءنا بها من غير كتاب فرماه طوائف منهم وقالوا عزير ابن الله. ولهذا يقول كثير من العلماء ان تواتر التوراة انقطع في زمن العزير. وهذا متجه جدا إذا كان العزير غير نبي كما قاله عطاء بن أبى رباح والحسن البصري وفيما رواه إسحاق ابن بشر عن مقاتل بن سليمان عن عطاء وعن عثمان بن عطاء الخراساني عن أبيه ومقاتل عن عطاء بن ابى رباح قال كان في الفترة تسعة أشياء نصر وجنة صنعاء وجنة سبا وأصحاب الأخدود وامر حاصورا (١) وأصحاب الكهف وأصحاب الفيل ومدينة انطاكية وامر تبع. وقال إسحاق بن بشر انبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن قال كان امر عزير وبخت نصّر في الفترة. وقد ثبت

في الصحيح ان رسول الله قال ان أولى الناس بابن مريم لأنا إنه ليس بيني وبينه نبي). وقال وهب ابن منبه كان فيما بين سليمان وعيسى . وقد روى ابن عساكر عن أنس بن مالك وعطاء بن السائب أن عزيرا كان في زمن موسى بن عمران وانه استاذن عليه فلم يأذن له يعنى لما كان من سؤاله عن القدر وانه انصرف وهو يقول مائة موتة أهون من ذل ساعة وفي معنى قول عزير مائة موتة أهون من ذل ساعة قول بعض الشعراء

قد يصبر الحر على السيف … ويأنف الصبر على الحيف

ويؤثر الموت على حالة … يعجز فيها عن قرى الضيف

فاما ما روى ابن عساكر وغيره عن ابن عباس ونوف البكالي وسفيان الثوري وغيرهم من أنه سأل عن القدر فمحى اسمه من ذكر الأنبياء فهو منكر وفي صحته نظر وكأنه مأخوذ عن الإسرائيليات وقد روى عبد الرزاق وقتيبة بن سعيد عن جعفر بن سليمان عن أبى عمران الجونى عن نوف البكالي قال قال عزير فيما يناجي ربه (يا رب تخلق خلقا فتضل من تشاء وتهدى من تشاء) فقيل له أعرض عن هذا فعاد فقيل له لتعرض عن هذا أو لامحون اسمك من الأنبياء إني لا أسأل عما افعل وهم يسألون وهذا لا يقتضي وقوع ما توعد عليه لو عاد فما محيا اسمه والله أعلم.

وقد روى الجماعة سوى الترمذي من حديث يونس بن يزيد عن الزهري عن سعيد وابى سلمة


(١) هكذا في النسخة الحلبية. وفي النسخة المصرية (وأمر جاصور)

<<  <  ج: ص:  >  >>