للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن ضبارة عن ابن معاوية. وقد كتب الله ﷿ أن زوال ملك بنى أمية يكون على يدي هذا الرجل، وهو عبد الله بن على بن عبد الله بن عباس، ولا يشعر واحد منهم بذلك.

قال ابن جرير: وفي هذه السنة ولى الموسم أبو حمزة الخارجي فأظهر التحكم والمخالفة لمروان، وتبرأ منه. فراسلهم عبد الواحد بن سليمان بن عبد الملك وهو يومئذ أمير مكة والمدينة والطائف، وإليه أمر الحجيج في هذه السنة، ثم صالحهم على الأمان إلى يوم النفر، فوقفوا على حدة بين الناس بعرفات، ثم تحيزوا عنهم، فلما كان يوم النفر الأول تعجل عبد الواحد وترك مكة فدخلها الخارجي بغير قتال، فقال بعض الشعراء في ذلك: -

زار الحجيج عصابة قد خالفوا … دين الإله ففر عبد الواحد

ترك الحلائل والامارة هاربا … ومضى يخبط كالبعير الشارد

لو كان والده تنصّل عرقه … لصفت موارده بعرق الوارد

ولما رجع عبد الواحد إلى المدينة شرع في تجهيز السرايا إلى قتال الخارجي، وبذل النفقات وزاد في أعطية الأجناد، وسيرهم سريعا. وكان أمير العراق يزيد بن هبيرة، وأمير خراسان نصر بن سيار، وقد استحوذ على بعض بلاده أبو مسلم الخراساني. وممن توفى فيها من الأعيان:

سالم أبو النضر، وعلى بن زيد بن جدعان، في قول، ويحيى بن أبى كثير. وقد ذكرنا تراجمهم في التكميل ولله الحمد.

[سنة ثلاثين ومائة]

في يوم الخميس لتسع خلون من جمادى الأول منها، دخل أبو مسلم الخراساني مرو، ونزل دار الامارة بها، وانتزعها من يد نصر بن سيار، وذلك بمساعدة على بن الكرماني، وهرب نصر بن سيار في شرذمة قليلة من الناس، نحو من ثلاثة آلاف، ومعه امرأته المرزبانة، حتى لحق سرخس وترك امرأته وراءه، ونجا بنفسه، واستفحل أمر أبى مسلم جدا، والتفت عليه العساكر.

[مقتل شيبان بن سلمة الحروري]

ولما هرب نصر بن سيار بقي شيبان وكان ممالئا له على أبى مسلم، فبعث إليه أبو مسلم رسلا فحبسهم فأرسل أبو مسلم إلى بسام بن إبراهيم مولى بنى ليث يأمره أن يركب إلى شيبان فيقاتله، فسار إليه فاقتتلا فهزمه بسام فقتله واتبع أصحابه يقتلهم ويأسرهم، ثم قتل أبو مسلم عليا وعثمان ابني الكرماني، ثم وجه أبو مسلم أبا داود إلى بلخ فأخذها من زياد بن عبد الرحمن القشيري، وأخذ منهم أموالا جزيلة. ثم إن أبا مسلم اتفق مع أبى داود على قتل عثمان بن الكرماني في يوم كذا، وفي ذلك اليوم بعينه يقتل أبو مسلم على بن جديع الكرماني، فوقع ذلك كذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>