للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذه السنة بيروت من نائبها عز الدين شامة من غير قتال ولا نزال، ولهذا قال بعض الشعراء في الأمير شامة

سلم الحصن ما عليك ملامه … ما يلام الّذي يروم السلامة

فتعطى الحصون من غير حرب … سنة سنها ببيروت شامة

ومات فيها ملك الفرنج كندهرى، سقط من شاهق فمات، فبقيت الفرنج كالغنم بلا راعى، حتى ملكوا عليهم صاحب قبرس وزوجوه بالملكة امرأة كندهرى، وجرت خطوب كثيرة بينهم وبين العادل، ففي كلها يستظهر عليهم ويكسرهم، ويقتل خلقا من مقاتلتهم، ولم يزالوا كذلك معه حتى طلبوا الصلح والمهادنة، فعاقدهم على ذلك في السنة الآتية.

[وفيها توفى ملك اليمن.]

[سيف الإسلام طغتكين]

أخو السلطان صلاح الدين، وكان قد جمع أموالا جزيلة جدا، وكان يسبك الذهب مثل الطواحين ويدخره كذلك، وقام في الملك بعده ولده إسماعيل، وكان أهوج قليل التدبير، فحمله جهله على أن ادعى أنه قرشي أموى، وتلقب بالهادي، فكتب إليه عمه العادل ينهاه عن ذلك ويتهدده بسبب ذلك، فلم يقبل منه ولا التفت إليه، بل تمادى وأساء التدبير إلى الأمراء والرعية، فقتل وتولى بعده مملوك من مماليك أبيه. وفيها توفى:

[الأمير الكبير أبو الهيجاء السمين الكردي]

كان من أكابر أمراء صلاح الدين، وهو الّذي كان نائبا على عكا، وخرج منها قبل أخذ الافرنج، ثم دخلها بعد المشطوب، فأخذت منه، واستنابه صلاح الدين على القدس، ثم لما أخذها العزيز عزل عنها فطلب إلى بغداد فأكرم إكراما زائدا، وأرسله الخليفة مقدما على العساكر إلى همدان، فمات هناك. وفيها توفى.

[قاضى بغداد أبو طالب على بن على بن هبة الله بن محمد]

البخاري، سمع الحديث على أبى الوقت وغيره، وتفقه على أبى القاسم بن فضلان، وتولى نيابة الحكم ببغداد، ثم استقل بالمنصب وأضيف إليه في وقت نيابة الوزارة، ثم عزل عن القضاء ثم أعيد ومات وهو حاكم، نسأل الله العافية، وكان فاضلا بارعا من بيت فقه وعدالة وله شعر:

تنح عن القبيح ولا ترده … ومن أوليته حسنا فزده

كفا بك من عدوك كل كيد … إذا كاد العدو ولم تكده

وفيها توفى

[السيد الشريف نقيب الطالبيين ببغداد]

أبو محمد الحسن بن على بن حمزة بن محمد بن الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن على بن يحيى بن الحسين بن يزيد بن على بن الحسين بن على بن أبى طالب العلويّ الحسيني المعروف بابن الأقساسي،

<<  <  ج: ص:  >  >>