للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنونا جيدة، بعينها. وولى تدريس النظامية ببغداد دون شهر.

[بهرام بن بهرام]

أبو شجاع البيع، سمع الحديث وبنى مدرسة لأصحاب أحمد بكلواذى، ووقف قطعة من أملاكه على الفقهاء بها.

[صاعد بن سيار]

ابن محمد بن عبد الله بن إبراهيم أبو الأعلى الإسحاق الهروي الحافظ، أحد المتقنين، سمع الحديث وتوفى بعتورج قرية على باب هراة.

[ثم دخلت سنة إحدى وعشرين وخمسمائة]

استهلت هذه السنة والخليفة والسلطان محمود متحاربان والخليفة في السرادق في الجانب الغربي، فلما كان يوم الأربعاء رابع المحرم توصل جماعة من جند السلطان إلى دار الخلافة فحصل فيها ألف مقاتل عليهم السلاح، فنهبوا الأموال، وخرج الجواري وهن حاسرات يستغثن حتى دخلن دار الخاتون. قال ابن الجوزي: وأنا رأيتهن كذلك، فلما وقع ذلك ركب الخليفة في جيشه وجيء بالسفن وانقلبت بغداد بالصراخ حتى كأن الدنيا قد زلزلت، وثارت العامة مع جيش الخليفة فكسروا جيش السلطان وقتلوا خلقا من الأمراء، وأسروا آخرين ونهبوا دار السلطان ودار وزيره ودار طبيبه أبى البركات، وأخذوا ما كان في داره من الودائع، ومرت خبطة عظيمة جدا، حتى أنهم نهبوا الصوفية، برباط نهرجور، وجرت أمور طويلة، ونالت العامة من السلطان، وجعلوا يقولون له يا باطني تترك الفرنج والروم وتقاتل الخليفة، ثم إن الخليفة انتقل إلى داره في سابع المحرم، فلما كان في يوم عاشوراء تماثل الحال وطلب السلطان من الخليفة الأمان والصلح، فلان الخليفة إلى ذلك، وتباشر الناس بالصلح، فأرسل إليه الخليفة نقيب النقباء وقاضى القضاة، وشيخ الشيوخ وبضعا وثلاثين شاهدا، فاحتبسهم السلطان عنده ستة أيام فساء ذلك الناس، وخافوا من فتنة أخرى أشد من الأولى، وكان برنقش الزكوى شحنة بغداد يغرى السلطان بأهل بغداد لينهب أموالهم، فلم يقبل منه، ثم أدخل لأولئك الجماعة فأدخلو عليه وقت المغرب فصلى بهم القاضي وقرءوا عليه كتاب الخليفة، فقام قائما، وأجاب الخليفة إلى جميع ما اقترح عليه، ووقع الصلح والتحليف، ودخل جيش السلطان وهم في غاية الجهد من قلة الطعام عندهم في العسكر، وقالوا: لو لم يصالح لمتنا جوعا، وظهر من السلطان حلم كثير عن العوام، وأمر الخليفة برد ما نهب من دور الجند، وأن من كتم شيئا أبيح دمه. وبعث الخليفة على بن طراد الزينبي النقيب إلى السلطان سنجر ليبعد عن بابه دبيسا، وأرسل معه الخلع والاكرام، فأكرم سنجر رسول الخليفة، وأمر بضرب الطبول على بابه في ثلاثة

<<  <  ج: ص:  >  >>